القاهرة ــ خالد محمود رمضان
استدعى تصاعد التوتر والمواجهات في الأراضي الفلسطينية أمس تحركاً عربياً عاجلاً، عبّر عنه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالإشارة إلى أنه اقترح عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب.
وقال موسى إنه تشاور مع الملك السعودي عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك إضافة إلى عدد من المسؤولين العرب في هذا المقترح، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات هاتفية بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل وبرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية. وشدد على أنه سيواصل المشاورات مع المسؤولين العرب لتحديد الموعد المناسب لعقد هذا الاجتماع.
وقال موسى إن “الوضع خطير للغاية”، داعياً إلى “التحرك فوراً للعمل على حل القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة وليس فقط العمل على حل النزاعات بين الفلسطينيين”.
ورفض موسى التعليق على دعوة عباس إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة. وقال إن “المهم هو المطالبة بتأليف حكومة وحدة وطنية”.
وفي هذا السياق، لم تستبعد مصادر مصرية إمكان زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأيام القليلة المقبلة، في إطار المساعي المصرية الرامية إلى الحيلولة دون تصاعد التوتر السياسي والعسكري بين “حماس” و“فتح”.
وكشفت المصادر عن أن سليمان تلقّى أمس تقريراً من الوفد الأمني المصري الموجود حالياً في قطاع غزة، يشير إلى أن الأمور يمكن أن تتدهور بسرعة مجدداً في الأراضي المحتلة ما لم يحترم قادة “حماس” و“فتح” الهدنة، التي تم إعلان التوصل إليها.
وتنتظر القاهرة خلال اليومين المقبلين زيارة القيادي “الفتحاوي” النائب محمد دحلان. وقالت المصادر إن الهدف من زيارة دحلان هو إقناعه بالتخفيف من حدة مواقفه العدائية تجاه “حماس”.
وعلمت “الأخبار” أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، قد بعث قبل يومين برسائل عاجلة وغير معلنة إلى كل من خالد مشعل وإسماعيل هنية، اعتبر خلالها أن “الدم الفلسطيني هو خط أحمر يتعين على كل الفلسطينيين تجنبه”.
وقالت مصادر في “الإخوان”، إن رسائل عاكف إلى “حماس”، التي توصف بأنها الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، تأتي وسط مخاوف لدى الجماعة من أن تتطور الأمور على نحو خطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إلى ذلك (أ ف ب، أ ب، يو بي آي)، حذّرت دول مجلس التعاون الخليجي الست الفلسطينيين من استمرار أعمال العنف. وعبّر الأمين العام لمجلس التعاون، عبد الرحمن بن حمد العطية، عن “اسفه الشديد بشأن ما تشهده الساحة الفلسطينية من تطورات”.
ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دعوة عباس إلى انتخابات مبكرة بأنها “سلبية للغاية وتأتي في وقت غير مناسب”.
وناشد الاردن أمس الفلسطينيين نبذ الخلافات الداخلية. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة، في مؤتمر صحافي، “نأمل ألاّ تقوم مثل هذه الاحداث التي سيكون ضحيتها الاولى والاخيرة الشعب الفلسطيني وطموحاته وأمانيه. فكل الدعم لجهود الوحدة الوطنية ولتوجهات السلطة الوطنية الفلسطينية في احقاق السلام”.