يحيى دبوق
ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، نجح بعد جهود مضنية في إقناع الرئيس السوري بشار الاسد بإجراء لقاء علني بين مسؤولين سوريين ووفد إسرائيلي رفيع المستوى في العاصمة الإسبانية مدريد.
وقالت الصحيفة إن اللقاء، الذي نجح موراتينوس في التمهيد له بمساعدة عدد من نظرائه من الدول الاسكندنافية، سيجري بعد ثلاثة أسابيع، وستشارك فيه من الجانب السوري، وفقاً لـ«هآرتس»، وزيرة شؤون المغتربين بثينة شعبان. أما من الجانب الإسرائيلي فسيشارك وزير الخارجية السابق في حكومة ايهود باراك، شلومو بن عامي، والوزيران السابقان من الليكود، دان مريدور وروني ميلو، إضافة الى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية اوري ساغي، ودافيد كمحي الذي شغل سابقاً منصب مدير عام وزارة الخارجية والمتخرج من جهاز الموساد، واخرين.
ويشارك في المؤتمر، الذي سمي «مدريد + 15» في اشارة الى 15 عاماً على مؤتمر مدريد لعام 1991، كل من الرئيس السابق للحكومة الاردنية فايز الطراونة، والوزير السابق للخارجية الاردنية مروان المعشر، ووزير الخارجية المصري السابق احمد ماهر.
وأضافت الصحيفة أن عدداً من البرلمانيين اللبنانيين ووزراء سابقين من لبنان سيشاركون أيضاً في المؤتمر، إضافة الى مندوبين عن السلطة الفلسطينية، وتحديداً من حركة «فتح» دون سواها، والجامعة العربية ودول الخليج، وشخصيات مركزية من دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا. وسيشهد المؤتمر كلمات لوزراء خارجية كل من اسبانيا والدنمارك والنرويج الراعين للمؤتمر.
ونقلت «هآرتس» عن بن عامي، وهو من الشخصيات الأساسية في الوفد الاسرائيلي، رفضه لمطلب نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز، الذي اشترط استئناف الحوار مع سوريا بإغلاق مقرات «الإرهاب» في دمشق وإيقاف إمداد حزب الله بالسلاح. وقال إن «هذا المطلب لا يتساوق تماماً مع نهج اسرائيل التفاوضي في ظل كل رؤساء الحكومات منذ عام 1992»، مشيراً إلى أن رؤساء الحكومات الاسرائيلية ممن فاوضوا دمشق رأوا أن «التفاهم والسلام مع سوريا، لا الشروع في المفاوضات معها، هو ما سيحدث الانقلاب الاستراتيجي في سلوكها».
وأضاف بن عامي، في اطار رده على الذريعة التي يتمسك بها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت من أن الرئيس السوري بشار الاسد يسعى الى المفاوضات لرفع الضغوط الدولية عنه، إنه «لا يستبعد ذلك، لكن على حكومة اسرائيل أن تنزع القفاز الذي ألقاه الأسد وأن تكشف الخدعة السورية اذا كانت موجودة، بدلاً من طرح شروط علنية».
الا أن الصحيفة عادت وشددت على أن «المحادثات المباشرة بين مندوبين من دمشق مع شخصيات معروفة في اسرائيل، ليست زيارة (الرئيس المصري الراحل أنور) السادات إلى القدس او زيارة رابين إلى عمان، لكنها بالتأكيد لن تذهب هباءً، وبطبيعة الحال شرط ألا يصاب الاسد بالخوف في اللحظة الأخيرة».
وفي هذا السياق، نفى مكتب أولمرت علمه برسالة بعثها إليه الرئيس السوري بشار الأسد وطالب فيها باستئناف المفاوضات بين دمشق وتل أبيب. وأفاد المكتب، في بيان، بأنه «على عكس ما نُشر، لم تصل أي رسالة سورية إلى رئيس الحكومة من وزير الخارجية الألماني ولا من غيره». وقالت المتحدثة باسم أولمرت، ميري آيزين، لوكالة «يونايتد برس انترناشيونال»، إنه «لا علم لنا برسالة كهذه، وإذا تبين شيء جديد فسنبحث كيف نتعامل معه».
وكانت قناة «العربية» أفادت، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية، بأن الأسد وجه رسالة إلى أولمرت تتمحور حول استئناف مفاوضات التسوية بين الطرفين.