رام الله ــ الأخبار
استغلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس الوضع الفلسطيني المتوتر في قطاع غزة، لتصعّد اعتداءاتها في الضفة الغربية، حيث استشهد مقاومان من “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، التي توعدت بالرد، وأطلقت صواريخ محلية الصنع من القطاع على سديروت في فلسطين المحتلة عام 1948.
وقالت مصادر في “الجهاد” إن صلاح صوافطة (24 عاماً) من طوباس، وحسام العيسة (26 عاماً) من صانور، استشهدا بعد اشتباك استمر ثلاث ساعات مع قوات كبيرة من جيش الاحتلال حاصرتهما في أحد البيوت القديمة في بلدة سيلة الحارثية غربي جنين.
وسادت حالة من التوتر الشديد في البلدة، التي شهدت مسيرة جماهيرية جابت شوارعها، حمل خلالها المواطنون جثماني الشهيدين ورددوا هتافات تندد بالجريمة وتطالب بالرد على ما تقوم به قوات الاحتلال من عمليات اغتيال ضد نشطاء المقاومة.
وقال أبو عبد الله، أحد قادة سرايا القدس، إن السرايا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام عمليات الاغتيال. وأضاف: “لا مكان للتهدئة في قاموس الانتقام وإن كل خيارات الرد مفتوحة أمام مجاهدي أبناء شعبنا، بما فيها عمليات إطلاق صواريخ من قطاع غزة وتنفيذ عمليات استشهادية”.
وكانت مصادر إسرائيلية قالت أمس إن قوات الاحتلال اعتقلت 22 فلسطينياً، خلال عمليات قامت بها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الاعتقالات جرت في مناطق نابلس وطولكرم ورام الله وبيت لحم والخليل، واستهدفت نشطاء من حركة “فتح” و“حماس” و“الجهاد الإسلامي”.
وفي هذا السياق، أعلنت “سرايا القدس” مسؤوليتها عن قصف بلدة سديروت، في أول رد لها على عملية اغتيال مقاوميها. وقال بيان عسكري صادر عن السرايا إنها أطلقت صاروخين مطورين من طراز “قدس” متوسط المدى على البلدة. وأضافت: “نحن في سرايا القدس نؤكد أن هذه العملية رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، والخرق بالرد والصاع بصاعين والرعب زيادة”.
كما أعلنت “كتائب شهداء الأقصى”، التابعة لحركة “فتح”، في بيان، مسؤوليتها عن قصف سديروت بثلاثة صواريخ في إطار عمليتها العسكرية “الثأر”. وأشارت إلى أن هذه العملية هي “رد أوليّ على جرائم إسرائيل واغتيال القياديين في سرايا القدس في جنين وحملة الاعتقالات والمداهمات في الضفة الغربية”، متعهدةً أنها ستواصل “الجهاد والمقاومة ضد العدو الإسرائيلي”.