دبي ــ الأخبار
أنهت الإمارات أمس أول عملية انتخابية في تاريخها، وإن كانت لا ترقى فعلياً إلى مصاف الانتخابات، لغياب الغالبية العظمى من الإماراتيين عن عملية الترشح والاقتراع، بعدما قام حكام الإمارات السبع بتحديد عدد من يحق لهم المشاركة لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني (البرلمان).
ورغم غياب المشاركة الشعبية، إلا أن الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رأى أن هذه الانتخابات الجزئية تمهد الطريق أمام مشاركة شعبية أكبر في الحياة السياسية في البلاد. وأضاف «إن هذا التدرج في الممارسة البرلمانية سيساهم في بناء تجربة برلمانية ناجحة تتوافر لها المقومات، التي تمكّنها من القيام بدورها الدستوري على الصعيدين التشريعي والرقابي».
ودافع نائب رئيس الدولة رئيس الحكومة الشيخ محمد بن راشد عن طريقة إجراء الانتخابات. وقال “نحن سعداء بما يجري حالياً، وهذه أول خطوة، ونحن حريصون على نجاحها، ولا نريد ان نقفز في الهواء، هذه أول خطوة في الطريق الصحيح، سنبني عليها، ونحن لا نلتفت الى ما يقال، فلنا خصوصيتنا ونسير على خطوات ثابتة ومعروفة”.
أما وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني انور قرقاش فقال من جهته إن هذه الانتخابات تأتي في إطار تنفيذ خطة الرئيس الإماراتي، وتشتمل على ثلاث مراحل تبدأ باختيار أعضاء المجلس بالتصويت بين “هيئات ناخبة”، تليها مرحلة تعزيز دور المجلس الوطني وزيادة عدد أعضائه، ثم المرحلة الثالثة بانتخابات عامة لنصف أعضاء المجلس.
وقال مسؤولو الانتخابات إنهم يتصورون مشاركة الجميع في الانتخابات في غضون نحو أربعة أعوام إلى جانب توسيع نطاق دور المجلس الوطني الاتحادي ليشمل المزيد من السلطات الإشرافية. غير أن اختيار نصف أعضاء المجلس سيبقى بالتعيين في البلاد، التي يُمنع فيها إنشاء الأحزاب السياسية.
وقال عبد الرحمن الهادي، قبل أن يدلي بصوته في الشارقة، «هذه خطوة على طريق المشاركة السياسية... الديموقراطية مسار وكل دولة لها أسلوبها... استغرق السماح للنساء بالإدلاء بأصواتهن في الانتخابات في الولايات المتحدة 130 عاماً».
وتَنَافس على الانتخابات 439 مرشحاً، منهم 65 امرأة، على 20 مقعداً من أصل 40، هي عدد مقاعد المجلس الوطني، على أن يعيّن حكام الإمارات العشرين الباقين.
وتتوزع مقاعد المجلس على الامارات السبع بواقع 8 مقاعد لكل من أبوظبي ودبي و6 مقاعد في الشارقة ورأس الخيمة و4 مقاعد في عجمان وأم القيوين والفجيرة.
وشائبة هذه الانتخابات، التي يمكن اعتبارها تاريخية، كان أسلوب الاقتراع والترشح، الذي حجب هذا الحق عن أكثر من 90 في المئة من مواطني الامارات، البالغ عددهم نحو 800 ألف نسمة، إذ قام حاكم كل إمارة بتعيين مئة ضعف عدد مقاعد إمارته، ليؤلّف ما سمي “الهيئة الانتخابية”، يحق لكل واحد منهم الترشح، ومن لا يرغب فعليه الانتخاب. وبلغ عدد اعضاء الهيئة الانتخابية في جميع إمارات الدولة 6688 عضواً، بينهم 1190 امرأة.
وتمكنت امرأة واحدة فقط من الفوز في إمارة ابو ظبي، فيما أخفقت باقي المرشحات، ما يشير، بحسب مراقبين، إلى أن حكام الإمارات سيلجأون إلى تعيين عدد منهن لعضوية المجلس الوطني.