رغم كل ما يقال عن تنازلات روسية محتملة بشأن قرار العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، لا تزال لعبة شد الحبال بين الدول المعنية بهذا الملف(5+1)، جارية بشدة في أروقة الأمم المتحدة، حيث لا تزال موسكو تتمسك بمعارضتها فرض عقوبات تطال مسؤولين وشركات إيرانية وفق المسودة الأوروبية لمشروع قرار العقوبات.وفي هذا السياق، عرضت الدول الأوروبية أمس بعض التنازلات، بينها تخفيف حظر مقترح على سفر المسؤولين الإيرانيين، في مسعى للحصول على دعم روسيا لمسودة قرار من الأمم المتحدة يحظر على إيران استيراد مواد نووية خطرة، وفق ما ذكر مندوب ألمانيا لدى الأمم المتحدة توماس ماتوسيك مساء أمس.
وقال ماتوسيك، بعد اجتماع مع مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إن “في النص الجديد عدداً من التعديلات التي تذهب بعيداً في تهدئة المخاوف الروسية”، موضحاً أن “هناك بعض المقترحات لتسوية كبيرة حقيقية بشأن حظر السفر” المتعلق بمسؤولين إيرانيين على علاقة بالبرنامج النووي.
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك، أن الولايات المتحدة تريد أن يصوّت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع القرار بشأن إيران.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في وقت سابق أمس إن “منع المسؤولين الإيرانيين من السفر إلى الخارج محاولة لإدراج عقوبة في القرار”، مضيفا أن “شركاءنا يحاولون إدارة الموقف لمصلحتهم ويضيفون في القرار عبارات ستؤدي فعلياً إلى إزالة كل الحدود، وستقطع الروابط التجارية والاقتصادية مع إيران في مجالات مشروعة تماماً”.
في المقابل، أبدت فرنسا ضمناً معارضتها لرغبة روسيا في عدم إدراج عقوبات فردية ضد مسؤولين إيرانيين في مشروع القرار الدولي المتعلق بالملف النووي الإيراني، مؤكدة أنه يجب “عدم التخفيف من ابعاد” هذا النص.
وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، دوني سيمونو: “يبدو لنا أن من المهم الحفاظ على وحدة مجلس الأمن بشأن هذه المسألة، لكن من دون التخفيف من ابعاد مشروع القرار”، موضحاً: “سنبقى ضمن الجدول الزمني الذي حددناه” أي التصويت قبل عيد الميلاد.
وكانت بريطانيا وفرنسا، اللتان صاغتا مسودة القرار إلى جانب ألمانيا، قد قررتا توزيع المسودة على المجلس حتى يستعد الأعضاء الخمسة عشر للتصويت عليه.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول من أمس أن إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا “ستزول كما زال الفراعنة”.
وقال نجاد، في كلمة ألقاها في مدينة جوان رود الغربية، إن “قوى الاستكبار ستزول، فيما الشعب الإيراني سيبقى، لأن أي قوة تقف إلى جانب الله تستمر، بينما القوى التي تبتعد عن الله تزول كما زال الفراعنة”.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أمس إن خطوات أساسية أُنجزت على صعيد الاكتفاء الذاتي في الصناعات الجوية، مشدداً على أن وزارته قادرة على سد حاجات القوات المسلحة على يد خبراء إيرانيين. وأضاف نجار أن التجربة برهنت أنه “كلما زادت العقوبات بحق إيران زاد نمو وتطور شعبها”.
وفي نيويورك، عبّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس عن “قلق جدي” لانتهاكات حقوق الإنسان بشكل واسع في إيران، داعية طهران إلى ضمان احترام هذه الحقوق. وتبنت الجمعية العامة قراراً بغالبية 72 صوتاً في مقابل 50 وامتناع 55 عن التصويت، يدعو إلى معاقبة إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)