غزة ــ رائد لافي
هدوء الجبهة الداخلية الفلسطينية، لا يزال ينتظر حلولاً سياسية تنهي التوتر،ولا سيما أن خيار الانتخابات المبكرة لا يزال قائماً، وهو ما يهدد بعودة الأوضاع إلى مربع الاقتتال الداخلي

مرّ اليوم الثاني على التهدئة الداخلية بين حركتي “فتح” و“حماس” في قطاع غزة بسلام، ولم تسجّل أي “خروق” من الطرفين، فيما جدد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) موقفه بأن “الباب لا يزال مفتوحاً أمام تأليف حكومة الوحدة الوطنية”.
وقال عباس، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما في رام الله، إن إمكان تأليف الحكومة لا يزال وارداً، إلا أنه أقرّ بوجود “عقبات أمام تأليف حكومة الوحدة”، من دون أن يشير صراحة إلى طبيعة هذه العقبات.
واشترط عباس لتأليف حكومة الوحدة بأن تكون قائمة على أسس مقبولة فلسطينياً وعربياً ودولياً، وبمشاركة الأطياف السياسية الفلسطينية كافة، بما يؤهلها لفك الحصار الدولي. كما اشترط أن يتم إنجاز حكومة الوحدة في فترة زمنية محددة.
لكنّ عباس لم يسقط خيار الانتخابات المبكرة، بل طالب الوزير الايطالي بتوفير مراقبين في حال تنظيمها.
وحول التهدئة الداخلية، أعرب عباس عن إيمانه بأن “الجميع سيتحملون مسؤولياتهم في توفير الأمن والأمان والسلم الاجتماعي والالتزام بالقانون واحترام الشراكة مع الآخر”.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن أمله في نجاح الجهود المبذولة لعقد اجتماع بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قبل نهاية العام الجاري.
في هذا الوقت، نفى رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات عقد لقاء بين عباس والملك الأردني عبد الله الثاني في عمان يوم الأحد المقبل في إطار مبادرة الأخير لنزع فتيل الأزمة الداخلية. وقال إنه “لم يتم تحديد موعد لعقد اللقاء”.
وفي مؤشر قد يهدد الهدنة الداخلية، أعلنت حركة “حماس” أمس تعليق مشاركتها في
اجتماعات لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية، احتجاجاً على وجود المسلحين بأعداد كبيرة في مكان اجتماع اللجنة واعتلائهم البرج المقابل لمكان الاجتماع.
وقالت الحركة “إن هذا الأسلوب يساهم في توتير الأجواء المشحونة على الساحة الفلسطينية”، متسائلة عن سبب إحضار هذا الكم الهائل من المسلحين.
وفي السياق نفسه، لم يستبعد الوفد الأمني المصري في قطاع غزة، في تقرير أرسله إلى رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، تدهور الأوضاع السياسية والأمنية ما لم يتم حل الخلافات العالقة والأساسية بين «حماس» و«فتح».
ميدانياً، استشهد فلسطينيان، أحدهما صياد، متأثرين بجراحهما الخطيرة التي أصيبا بها في وقت سابق من الأسبوع الماضي، في وقت واصلت فيه فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ محلية الصنع في اتجاه البلدات والأهداف الاسرائيلية المتاخمة للقطاع.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد الشاب حمدان برهوم (23 عاماً) من سكان مدينة رفح جنوب القطاع، متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها جراء إطلاق النار عليه من جانب قوات الاحتلال في عرض البحر قبالة شواطئ المدينة الأسبوع الماضي.
وفي وقت لاحق، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة استشهاد الشاب سليم فضل كشكو (16 عاماً) متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها قبل ثلاثة أيام، جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات قوات الاحتلال في حي الزيتون المكتظ بالسكان المدنيين جنوب شرقي مدينة غزة.
وفي سياق ردود فعل فصائل المقاومة الفلسطينية، استأنفت “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لـ “حركة الجهاد الاسلامي”، و“كتائب شهداء الاقصى”، التابعة لحركة “فتح”، قصف البلدات والأهداف الاسرائيلية المتاخمة للقطاع داخل فلسطين المحتلة عام 48.
إلى ذلك، قالت مصادر طبية إن ثلاثة فلسطينيين أُصيبوا بجروح جراء سقوط صاروخ محلي الصنع، عن طريق الخطأ، على منزلهم في بيت حانون (شمال قطاع غزة).