strong>علي شهاب
بادر ملك الأردن إلى عرض الفكرة. وافق ملك السعودية. بارك الرئيس المصري. تدخل رئيس وزراء تركيا. عُقد اجتماع العقبة، فنشأ «تحالف إقليمي سري ضد إيران»
يضم إسرائيل والسعودية والأردن ومصر وتركيا ويستهدف القضاء على «الهلال الشيعي»



رواية سربت الصحف العبرية بعض فصولها خلال الأسابيع الماضية، مشيرةً إلى لقاء سري عقد في الأردن بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين. لكنها جمعت هذه المرة كاملة في تقرير نشره موقع «انتليجنس اونلاين» على شبكة الانترنت، الذي يتميز بطابعه الاستخباري الصرف، بسبب طبيعة الموقع الفرنسي (يديره الخبير الأمني موريس بوتبول)، والجهات التي تمده بالمعلومات.
ولئن كانت التقارير الإعلامية تحصر الاتصال السعودي الاسرائيلي بموضوع عملية السلام في الشرق الأوسط، فإن تقرير الـ«انتليجنس اونلاين» تعدّاها الى ما هو أبعد من ذلك، بالحديث عن «تحالف إقليمي سري ضد ايران» انخرطت فيه، إضافة الى اسرائيل، «دول سنية هي الأردن والسعودية ومصر وتركيا».
وينقل التقرير عن مصادر دبلوماسية قولها إن هذه الدول مجتمعةً قررت الشهر الماضي إنشاء «تحالف استخباري إقليمي في مواجهة مساعي ايران للحصول على سلاح نووي، وجهودها لإقامة هلال شيعي يمتد من طهران الى بيروت». أما المحور الأساسي في إطلاق هذه الخطوة فهو الملك الأردني عبد الله الثاني، بحسب المصادر نفسها.
وتحت عنوان «اتصالات سعودية ـــ إسرائيلية سرية»، أفاد موقع «انتليجنس اونلاين» أن الملك الأردني «نجح، بدعم من رئيس وزرائه معروف البخيت، والرئيس السابق لدائرة الاستخبارات الاردنية والسفير الأردني الأسبق في اسرائيل، في إقناع نظيره السعودي بضرورة إقامة علاقات مع الحكومة الاسرائيلية».
وقد بدأ الملك الأردني اتصالاته بالملك السعودي «منذ انتهاء الحرب بين حزب الله واسرائيل في 14 آب». وعلى الفور، عمد ملك السعودية الى استشارة عدد من الرموز داخل العائلة الحاكمة من بينهم «الأمين العام لمجلس الامن الوطني السعودي الأمير بندر، الذي كان على اتصال دائم باسرائيل أثناء عمله سفيراً للسعودية في واشنطن، ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز، بعدما أبدى الاثنان اهتماماً بفتح قنوات اتصال بالإسرائيليين»، كما استشار الملك السعودي وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل، الذي «وافق على الفكرة».
بعد ذلك، اتصل الملك السعودي برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي «أوفد على الفور مسؤولين في الاستخبارات التركية الى الرياض للقاء بندر ومقرن».
ويشير التقرير الاستخباري نفسه الى تحرك موازٍ لرئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان الذي «سافر مرتين الى الرياض، بشكل رسمي لتنسيق الخطوات بشأن لبنان بعد الحرب، والترويج لتأليف حكومة ائتلاف في فلسطين بين فتح وحماس. في الواقع، ذهب سليمان الى الرياض لنقل موافقة (الرئيس المصري) حسني مبارك على علاقات السعودية السرية (مع اسرائيل)».
عشاء ملكي في العقبة
وفقاً لمصادر «انتليجنس اونلاين»، فإن الملك السعودي كلّف الأمير بندر «إجراء محادثات مع رئيس الموساد مئير دغان. وجرى اللقاء في 18 ايلول في قصر الملك عبد الله الثاني في العقبة».
ورافق دغان مدير الفريق المساعد لرئيس الوزراء الاسرائيلي، يوران توربوفيتز، ورئيس الطاقم العسكري غادي شاماني، فيما جاء بندر برفقة ثلاثة مساعدين من الاستخبارات السعودية.
بدوره، رافق عبد الله الثاني، «الذي استقبل شخصياً ضيوفه»، معروف البخيت واللواء محمد الذهبي والسفير الأردني لدى اسرائيل علي العايد.
ونقل الموقع عن شهود قولهم إن اللقاء جرى في «أجواء مريحة للغاية، وخاصة أن بندر ودغان التقيا سابقاً في واشنطن».
وبدأت المحادثات بعرض قدمه دغان حول البرنامج النووي الإيراني، و«الدور الذي تؤديه الدوائر العلمية الباكستانية» في هذا المجال، والتعاون الروسي.
وأشار التقرير إلى أن النقاش تركّز على «الإرهاب الشيعي، وجهود إيران لتصدير الثورة، التي يديرها الخمينيون الجدد في طهران».
أما في ما يخص الداخل الفلسطيني، فقد «وافق عبد الله الثاني دغان الرأي بأنه لا يمكن تقويم ما تستطيع حماس تقديمه، لأن قيادتها في فلسطين خاضعة للقيادة في دمشق وطهران».
أما بندر فشدد من جهته على ضرورة أن «تسارع إسرائيل إلى إجراء محادثات مع محمود عباس من أجل تعزيز سلطته في مواجهة حماس».
وفي الختام، اتفق المجتمعون على «إنشاء وتسريع التبادل الاستخباري للتعامل مع التهديد الإيراني»، على أن يؤدي مدير الاستخبارات الأردنية دور الرابط بين نظيره السعودي و«الموساد». ويشمل التعاون الاستخباري مصر وتركيا.
وقد سارعت ايران، بحسب الموقع نفسه، الى الرد على اتفاق العقبة، حيث تم إدخال صواريخ مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات الى غزة للمرة الأولى.