القاهرة ــ الأخبار
عاد ملف قضية قرية أم الرشراش المصرية، التي تحتلها إسرائيل، والمعروفة حالياً باسم ايلات، إلى التداول. وفيما يطالب ناشطون، أخذوا على عاتقهم إثارة هذه القضية أمام الرأي العام المصري، بتحرير هذه القرية من السيطرة الإسرائيلية، فإن السلطات المصرية ترى في المقابل أن إيلات ليست مصرية مطلقاً.
وشددت وزارة الخارجية المصرية، على لسان مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية عبد العزيز سيف النصر، على أن القرية هي أرض فلسطينية وليست مصرية، مشيراً إلى أن حدود مصر الدولية مع إسرائيل حددتها معاهدة كامب ديفيد الموقعة عام 1979.
وخلال اجتماع عقدته لجنه العلاقات الخارجية في مجلس الشعب برئاسة الدكتور مصطفى الفقي يوم الاثنين الماضي، قال الدبلوماسي المصري إن الخارجية لا تتقاعس عن البحث عن أي ذرة من تراب مصر وطابا خير دليل على ذلك.
وكان النائب المستقل في مجلس الشعب محمد العدلي قد تقدم ببيان عاجل إلى المجلس يؤكد أن مدينة إيلات أرض مصرية يجب استرجاعها.
وفي كل الأحوال، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعاد فيها إثارة هذا الملف، حيث سبق أن شدد البرلماني الإخواني عباس عبد العزيز العام الماضي على ضرورة استعادة قرية أم الرشراش المصرية، وألا يتهاون المسؤولون في هذه القضية الخطيرة، وخصوصاً أنها قرية مصرية مئة في المئة، وأن التاريخ لن يغفر لمن يتهاون في مصلحة البلاد.
أما الجبهة الشعبية المصرية لاستعادة أم الرشراش، التي يترأسها النائب المعتقل حالياً طلعت السادات، فشددت، في بيان لها، على أحقية مصر في القرية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1949.
ولفتت الجبهة إلى أن القرية تابعة للحدود المصرية، وأن عدد من أساتذة التاريخ والجغرافيا والمتخصصين في القانون الدولي أكدوا ذلك، مشيرة إلى أنها كانت في الماضي قرية يستريح فيها حجاج مصر والمغرب العربي في طريقهم إلى مكة المكرمة.
ونسب البيان إلى مستشار الرئاسة المصرية أسامة الباز قوله إن مصر «ستلجأ إلى استخدام الأساليب نفسها التي حررت بها طابا لاستعادة أم الرشراش لأنها من بين القضايا المعلقة بين مصر وإسرائيل».
وطالب اللواء صلاح الدين سليم، الخبير والمفكر الاستراتيجي، بضرورة تحرير أم الرشراش المصرية، وخصوصاً أن الرئيس حسني مبارك أعلن عن ذلك عام 1996.
وكما يقول الدكتور صفي الدين أبو العز، رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، فإن منطقة أم الرشراش تقع في الموقع القديم، الذي يقع في الطرف الشمالي الغربي لخليج العقبة وكانت في العصر الإسلامي ملتقى الحجاج المصريين وحجاج بلاد الشام في طريقهم إلى الأراضي المقدسة وقد انتعشت التجارة فيها كميناء رئيسي لمرور الحجاج.
وتعود تسمية تلك المنطقة بـ«أم الرشراش» إلى إحدى القبائل العربية، التي أطلقت عليها هذا الاسم. وظلت تحت الانتداب البريطاني إلى أن سيطر عليها الإسرائيليون، واحتلوها وطمسوا معالمها وقاموا بتحريف اسمها إلى «إيلات»، وأصبحت تمثل لهم موقعاً استراتيجياً مهماً حيث إن أكثر من 40 في المئة من صادرات إسرائيل ووارداتها تأتي عبر ميناء إيلات.