واشنطن تطالب بـ“تعديلات” جديدة.. وطهران تؤكد رفضها “لغة التهديد”
أفضت جهود بذلها مجلس الأمن الدولي تحت ضغط الولايات المتحدة، أمس، الى تسوية حول مشروع قرار بشأن العقوبات على إيران، سيتم التصويت عليه اليوم، على الأرجح، بعدما قدم الأوروبيون تنازلاً مهماً الى روسيا.
وقال مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة أمير جونز باري “سنصوّت على القرار صباح الجمعة”، موضحاً أن النص وزع مساء الأربعاء على الدول العشر الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن، وأن “رئيس المجلس (المندوب القطري عبد العزيز الناصر) قرر أن نصوّت على القرار الجمعة”.
وقدّم الأوروبيون، الذين يريدون التوصل الى نتيجة قبل عيد الميلاد، تنازلاً كبيراً الى موسكو للحصول على موافقتها، إذ عدلوا الفقرة المتعلقة بمنع سفر 12 شخصية إيرانية على علاقة بالبرنامج النووي أو البالستي. وخفف النص الجديد العقوبات المتعلقة بالودائع المالية التي تستهدف إحدى عشرة هيئة مرتبطة بأحد البرنامجين النووي أو البالستي.
وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين إن “حظر السفر انتهى”، موضحاً أن قضية السفر هذه تمت تسويتها “بطريقة مبتكرة” ترضي موسكو. وأضاف “تأكدوا أنه قرار مدروس بعناية يمكن أن يسبب بعض المشاكل لإيران في مواصلة النشاطات التي يريد مجلس الأمن أن توقفها، لكنه يترك بوضوح الباب مفتوحاً للتفاوض عندما توافق إيران على طلب التعليق”.
إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس صرحت بأن الولايات المتحدة لا تزال تتفاوض حول تعديلات في مشروع القرار. وقالت رايس، عقب لقائها نظيرها الكندي بيتر ماكاي، «لا تزال هناك تعديلات لإدخالها على هذا المشروع، حتى لو أصبح بالأزرق، ونحن نعمل عليه»، في إشارة الى عبارة «بالأزرق» التي تعني أنه أصبح في صيغته شبه النهائية، وجاهزاً لعرضه على التصويت خلال 24 ساعة.
وإذ أعلنت رايس «دعمها» مشروع القرار الذي عدّله الاتحاد الأوروبي لتجاوز التحفظات الأخيرة لروسيا، قالت إن هذا النص ليس الذي كانت ترغب الولايات المتحدة في صياغته.
وفي أول تعليق إيراني على القرار المزمع اتخاذه، قال رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني “إن طبيعة هذا القرار لن تستطيع الضغط على إيران، التي ستقدم رداً مناسباً”، رافضاً لغة “التهديد” ضد بلاده.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية(ارنا) عن لاريجاني قوله، خلال مؤتمر صحافي مشترك في طهران مع وزير الخارجية الباكستاني خورشيد قاصوري، إن المصادقة على القرار «ستعدّ إجراءً غير معقول لحل القضية النووية الإيرانية»، مشيراً الى أنه «في هذه الحالة ستعيد إيران النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي مجالات أخرى».
وأشار لاريجاني الى أن استئناف المباحثات “هو أفضل سبيل لحل القضية النووية”، مشدداً على أن “إيران ملتزمة باستئناف المفاوضات مع الأطراف الأوروبية”، وعلى أن “عدم التزام الجانب الأوروبي بنتائج المفاوضات التي أجراها (لاريجاني) مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، قد زادت من عدم الثقة”.
أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فقد جدّد التأكيد على أن لا شيء سيثني إيران عن مواصلة برنامجها النووي. وأضاف ان “الولايات المتحدة والأوروبيين يعرفون جيداً أنهم لا يستطيعون القيام بأي شيء ضد إيران.. وضغوطهم لن تقنع إيران بالتراجع عن تصميمها على امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية”.
وسخر الرئيس الإيراني من التهديدات التي يوجهها الرئيس الأميركي جورج بوش إلى بلاده، قائلاً إن الأخير هو الذي يعاني من العزلة، مشيراً الى التهديدات التي وجّهها بوش ضد إيران بفرض الحظر والعزلة عليها في حال عدم تخلّيها عن التكنولوجيا النووية.
(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)