يبدو أنّ الصراع في الصومال ممتدّ إلى أفق معدوم الجوانب السّلميّة. فاستمرار المواجهات أمس، رغم البوادر الإيجابيّة التي بلورها المفوّض الأوروبي لوي ميشال على شكل اتّفاق سلام مبدئي بين قوّات المحاكم والحكومة الانتقاليّة، ينبئ بأنّ اشتعال القرن الإفريقي على يد لاعبَيه الأساسيّين، والخصمين التّقليديّين، إثيوبيا وإريتريا أصبح وشيكاً.واستمرّت المواجهات أمس بين قوّات الميليشيات الإسلاميّة والقوّات الحكوميّة، مدعومة بالعناصر الإثيوبيّة، مخلّفةً أكثر من 100 قتيل.
ووصف رئيس المحاكم حسن طاهر عويس الحالة بالقول “البلاد في حالة حرب”. ودعا جميع الصّوماليّين إلى القتال في وجه الإثيوبيّين. من لا يستطيع القتال فليشارك بطرق أخرى في الصّراع”.
ووعد رئيس ميليشيا المحاكم الشّيخ يوسف إندهاد بمواصلة القتال ومواجهة القوّات الحكوميّة الصّوماليّة والعناصر العسكريّة الإثيوبيّة. وقال “سوف نكمل القتال للوصول إلى بيداوة ونطرد الإثيوبيّين... أرسلنا المئات من قوّاتنا الجديدة إلى الجبهة (أمس) والعديد يتجمّعون في شوارع مقديشو”.
وكانت المحاكم قد أعلنت، على لسان القياديّ الشّيخ محمّد إبراهيم سولي، قتل 70 مقاتلاً من القوّات الحكوميّة، معظمهم إثيوبيّون، وأحدهم برتبة كولونيل. واعترف بمقتل 7 من قوّاته وجرح 22.
وقال سولي “هذه الحرب بين صوماليا وإثيوبيا، لذا على الحكومة الانتقاليّة الاختيار بين الصّوماليّين والإثيوبيّين”.
وأقرّت الحكومة الصّوماليّة باستئناف المواجهات قرب بلدة دينصور، 100كلم جنوبي غربي بيداوة. وقال وزير الدّفاع سالاد علي جيلي لـ“رويترز”، “بدأ قتال عنيف ولا يزال مستمرّاً في منطقة دينصور. قُتل 71 عنصراً من المحاكم، وجرح 221 حتّى الآن في ثلاث مناطق شهدت صراعات بالقرب من مخيّمات تدريبيّة بالقرب من بيداوة. اثنان من القتلى هما من المقاتلين الأجانب... قُتل ثلاثة من قوّاتنا وجرح سبعة”.
وألقت القوّات الحكوميّة القبض على ثلاثة مقاتلين إسلاميّين، أحدهم قال إنّه أُجبر على القتال إلى جانب المحاكم، وآخر اعتبر الحرب ضدّ الإثيوبيّين “مقدّسةً في سبيل الله”.
من ناحية أخرى، وصف المبعوث الأوروبي لوي ميشال، لدى عودته من الصّومال أول من أمس، بأنّ “أحداثاً هامشيّة من هذا الشّكل محتمل أن تستمرّ في الوقت الرّاهن... إلّا أنّ الطّرفين اتّفقا على تخفيف التّوتّر”. وعبّر عن إيمانه العميق بالتزام الطّرفين بالمحادثات، مؤكّداً أنّها ستُجرى في العاصمة السّودانيّة الخرطوم، حيث عُقدت جلسات عديدة من قبل.
(أ ب، رويترز)