نفى المرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني أمس دعمه تشكيل «تكتل سياسي جديد»، كانت بعض الأطراف تعمل، بمساندة واشنطن، من أجل إقصاء «التيار الصدري» عنه، في وقت بدا أمس أن هذا التيار لم يحسم أمره في ما يتعلق بالتراجع عن قرار تجميد مشاركته في العملية السياسية، بينما تستمر المشاورات التي يجريها «الائتلاف العراقي الموحد» في هذا الشأن، حيث يتوقع أن تشهد مدينة النجف محادثات تهدف إلى تخطي «أزمة» الصدر ووضع حد للانقسام داخل الكتلة الشيعية.وقال حامد الخفاف، المتحدث الرسمي باسم السيستاني، لوكالة «نينا» للأنباء، إن «كل ما تناقلته وكالات الأنباء عن دعم السيستاني لما يعرف بتشكيل كتلة جديدة أمر غير صحيح». وأضاف ان السيستاني «لم يطَّلع على رأي كل الأفرقاء السياسيين»، علماً بأنه كان أشيع أن هناك جهوداً تبذل لتشكيل تكتل سياسي يضم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية برئاسة عبد العزيز الحكيم والحزب الإسلامي برئاسة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي والحزب الديموقراطي الكردستاني برئاسة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة رئيس الجمهورية جلال الطالباني.
وفي هذا السياق، أعرب البرزاني أمس عن أسفه لإخفاق المشاورات التي أجراها طوال شهر أمضاه في بغداد من أجل إنشاء جبهة تضم «المعتدلين». وذكر بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان، أن البرزاني عقد «لقاءات وجلسات مع قادة الأحزاب السياسية لأجل بلورة فكرة تأسيس أو بناء جبهة تضم الأطراف المعتدلة لتواجه جبهة الإرهاب والدمار والعنف الطائفي، جبهة العمل من أجل بناء دولة القانون في مقابل الذين يزرعون الفوضى ويتمردون على العدالة، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي لإعلان هذه الجبهة».
من ناحية أخرى، أكد رئيس الكتلة البرلمانية لـ«التيار الصدري»، نصار الربيعي، لوكالة «فرانس برس» أمس، أن «الائتلاف شكل لجنة لمناقشة عودة التيار الصدري إلى الحكومة والبرلمان».
ورداً على سؤال عما إذا كانت حركته وافقت على العودة إلى الحكومة، قال: «لا نريد أن نستبق الأحداث، فعندنا مطالب معلنة ومعروفة للجميع»، في إشارة إلى مطلبين رئيسيين هما جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق ونقل الملف الأمني من قوات الاحتلال إلى الحكومة العراقية.
ولكن الربيعي لم يشأ تسمية هذه المطالب بــ«الشروط»، مشدداً على أن المشاورات مستمرة مع أعضاء الائتلاف الشيعي.
وأفاد مسؤولون في «الائتلاف الموحد» أن كبار قادته سيتوجهون إلى النجف بين اليوم وغداً للاجتماع مع مختلف الزعماء الدينيين والسعي للحصول على مساعدتهم في توحيد الفصائل الشيعية.
وقال النائب عن «الائتلاف»، حيدر العبادي، إنه يريد «التوصل إلى اتفاق شامل على كل القضايا العالقة»، مضيفاً إنه «ستجري إعادة نظر شاملة في موقف الائتلاف والحكومة».
وأوضح العبادي أن الوفد «سيشمل كبار زعماء الائتلاف، ومن المتوقع أن يصلوا إلى هناك خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة».وأشارت مصادر قريبة من الصدر إلى أن هذا الأخير معتكف وأنه قد لا يجتمع مع الوفد. إلا أن العبادي قال إن «المفهوم أنه سيجتمع مع هذا الوفد».
ميدانياً، انفجرت أمس سيارة مفخخة بالقرب من منزل أحمد الياسين، شقيق النائب عن «جبهة التوافق» عبد الكريم الياسين، ما أدى إلى مقتله وزوجته وجرح أربعة من أطفاله.
وأعلن الجيش الأميركي أمس مقتل خمسة من جنوده أمس وأول من أمس في بغداد ومحافظة الأنبار.
وذكر الجيش البريطاني أمس أن أكثر من ألف من جنوده مدعومين بالدبابات اعتقلوا ضابطاً عراقياً رفيع المستوى في شرطة البصرة متهماً بتزعم «فرق موت» قتلت 17 من المتدربين في الشرطة.
ونفى عضو «هيئة علماء المسلمين» في العراق محمد بشار الفيضي أمس وجود حوار مع السفارة الأميركية في شأن ترتيب لقاء لأمين عام الهيئة الشيخ حارث الضاري مع السفير الاميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد، موضحاً أن بعض الجهات أبلغت «هيئة العلماء» برغبة خليل زاد في إجراء لقاء مع الضاري.
وقال الفيضي إن الهيئة ستبلغ السفير الأميركي أن «أي عملية سياسية مقبلة لا يمكن أن تنجح من دون أن تكون هناك جدولة زمنية لإنهاء الاحتلال». وأضاف ان «الهيئة وضعت شروطاً على هذا اللقاء، منها أن يكون اللقاء علنياً وبحضور ممثل الجامعة العربية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، أ ب)