حاول وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس انتهاج منحى رئيسه جورج بوش، عبر «التكابر» على التسليم بالمأزق الأميركي في العراق، حيث رأى وأزيز الرصاص يلامس مسمعه، أن الأمور تتحرك في اتجاه إيجابي، معلناً أن الولايات المتحدة والحكومة العراقية توصلتا إلى «اتفاق استراتيجي واسع» على سبل وقف العنف في بغداد. ففيما كان غيتس يتحدث للصحافيين أمام مقر القيادة العسكرية الأميركية في العراق، كانت أصوات الرشاشات والمروحيات مسموعة عن بعد، إلا أنه قال: «أعتقد بناء على ما رأيته وسمعته من القادة الأميركيين والعراقيين أن الأمور تتحرك في اتجاه إيجابي»، وإن أقر بـ«أنه وضع صعب للغاية».
وأشار الوزير الأميركي إلى أن الحكومة العراقية وضعت خططاً محددة لإعادة الأمن إلى بغداد، لكنه لم يذكر أي تفاصيل، كما لم يوضح إذا كان إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق وارداً في هذه الخطط أو لا.
وقال غيتس، الذي ناقش الوضع الأمني مع المسؤولين العراقيين بمن فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي، إنه وجد لديهم تفهماً كبيراً للمشكلات واستعداداً للتعامل معها. وأوضح قائلاً: «تحدثنا مع العراقيين عن أفضل سبيل لتحسين الوضع الأمني هنا في بغداد». وتابع: «أظن أننا توصلنا إلى اتفاق استراتيجي واسع بين العسكريين الأميركيين من جهة والعسكريين العراقيين والحكومة العراقية من جهة أخرى».
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن غيتس، الذي غادر العراق أمس، سيلتقي، صباح اليوم، بوش ومستشاره للأمن القومي ستيفن هادلي ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في المقر الرئاسي في كامب ديفيد قرب واشنطن.
وفي هذا السياق، رأت رايس أن بلادها قدمت الكثير من التضحيات للعراق، مشيرة إلى أن هذا البلد «يستحق الاستثمار في حياة الأميركيين ودولاراته» لأن النجاح فيه «سيؤدي إلى نوع مختلف جداً من الشرق الأوسط».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشر أمس أن غالبية كبيرة من الأميركيين والأوروبيين تؤيد انسحاباً سريعاً لقوات الاحتلال من العراق.
وبحسب هذا الاستطلاع، الذي أجري على شبكة الإنترنت وشمل 12570 مواطناً من ست دول هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة، من الثلاثين من تشرين الثاني إلى التاسع من كانون الأول، فإن 66 في المئة من الأميركيين يؤيدون انسحاب القوات من العراق.
كذلك يؤيد هذه الفكرة 90 في المئة من الفرنسيين و83 في المئة من البريطانيين، بحسب هذا الاستطلاع الذي أجرته قناة «فرانس 24» ومجموعة «نوفاتريس» لتصنيع الأدوية ومؤسسة «هاريس إنتر أكتيف» بالتعاون مع صحيفة «لوموند».
وأيد ثلاثة إلى ستة في المئة ممن شملهم الاستطلاع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، علماً بأن النسبة الأكبر سجلت في الولايات المتحدة.
وحصل بوش في فرنسا على أدنى نسبة تاييد (6 في المئة)، فيما حصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أفضل نسبة تأييد في الدول الست.
( أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)