أثار عزم النائب الأميركي المسلم كيث ايليسون، الذي فاز في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي، قسم اليمين على المصحف، غضب بعض المحافظين في الولايات المتحدة، الذين رأوا أن ذلك يهدد “التقاليد الأميركية”.وقال عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية فيرجينيا، فيرغيل غود، إنه اذا “لم يدعم الناخبون اقتراحاته في شأن وضع قواعد اكثر تشدداً بالنسبة إلى الهجرة، فمن المرجح أن يتم انتخاب مزيد من المسلمين للمناصب الحكومية ويطالبوا بالمصحف” لأداء اليمين.
ورأى غود أن ذلك “سيقوّض القيم والمعتقدات التقليدية” في البلاد، في إشارة إلى ايليسون، الذي انتخب في السابع من تشرين الثاني ليمثل منطقة في ولاية مينيسوتا الشمالية ويصبح بذلك أول مسلم ينتخب للكونغرس.
ووجد ايليسون نفسه في عين العاصفة منذ أن أعلن بعد فوزه في الانتخابات أنه سيقسم اليمين على المصحف بعد مراسم أداء اليمين العامة.
وستُجرى هذه المراسم في الرابع من كانون الثاني في واشنطن، ولا تشمل أداء القسم على الكتاب المقدس.
وانتقد غود، في رسالة الى الناخبين أخيراً، التدفق المحتمل للمهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة. وقال “أخشى أن يصبح لدينا خلال القرن المقبل أعداد كبيرة جداً من المسلمين في الولايات المتحدة اذا لم نفرض سياسات هجرة صارمة أعتقد أنها ضرورية للحفاظ على القيم والمعتقدات التقليدية للولايات المتحدة وللحؤول دون هدر مواردنا”.
ورد ايليسون على موقف غود قائلاً إن “التنوّع في بلدنا أمر عظيم، علينا أن نرعاه لا أن نخشاه”.
ورداً على سؤال لشبكة “سي أن أن” عن عزمه أداء اليمين على المصحف، قال أليسون “في وقت لاحق وفي الحفل الخاص، نعم سأضع يدي على كتاب هو أساس معتقدي وهو الإسلام”. وأضاف إن “هناك خيارات مختلفة متوافرة للأميركيين لحلف اليمين، بينها الإنجيل والتوراة وكتاب المورمون”. وتابع “لكنني أعتقد أن علينا ألّا نركز على الدين الذي يختاره أي من أعضاء الكونغرس. دعونا نركز على النص الذي يربط بيننا جميعاً وهو الدستور الأميركي”.
وأثار ايليسون، الأميركي الأفريقي الذي جاءت عائلته الى الولايات المتحدة في 1742، انتقادات من المعلق المحافظ المتشدد دينيس براغير، الذي قال “السيد ايليسون: أود أن أقول لك إن الولايات المتحدة، وليس أنت، من يقرر على أي كتاب يؤدي موظفوها اليمين”.
ودعا الى إعلان عدم أهلية ايليسون لتولي منصبه إذا أدى اليمين بوضع يده على المصحف.
ودعت جماعة “رابطة العائلة الأميركية” المحافظة الى إصدار قانون يجعل الإنجيل الكتاب الوحيد المستخدم في المناسبات الرسمية كافة.
إلا أن هذه الآراء المحافظة تعرضت للانتقادات، إذ دعا العديد من المفكرين إلى شطب اسم براغير من لائحة مجلس متحف المحرقة اليهودية الاميركي.
ويدور الجدال في شأن الحفل الخاص الذي يؤذن ببدء أعضاء الكونغرس مهماتهم الرسمية بعد أداء اليمين الدستورية علناً في حفل عام.
وفي الحفل، الذي يجري أمام الكاميرات، يرفع معظم اعضاء الكونغرس يداً ثم يضعون الأخرى على الكتاب المقدس.
وقد خالف عدد من المسؤولين المنتخبين هذا التقليد، بينهم الرئيس جون كوينسي ادامز (1825-1829) وثيودور روزفلت (1901-1909)، إذ إنهما لم يضعا يديهما على الإنجيل عند أداء اليمين الدستورية.
أما السناتور اليهودي جوزف ليبرمان فقد أدى اليمين الدستورية على الدوام بوضع يده على إنجيل العائلة، الذي يرجح أنه ليس النسخة المسيحية، التي تحتوي على “العهد الجديد”.
(أ ف ب)