غزة ــ رائد لافي
أجمعت حركتا “حماس” و“الجهاد” على انتقاد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، معتبرين أنه “بلا فائدة”، وأشارا إلى أنه كان من الأجدى أن يلتقي الرئيس الفلسطيني رئيس وزرائه إسماعيل هنية.
ووصفت “حماس” اللقاء بأنه “روتيني”. ورأت أن الهدف منه فرض الهيمنة الإسرائيلية على حياة الشعب الفلسطيني.
ورأى المتحدث باسم الحركة، إسماعيل رضوان، أن اللقاءات الفلسطينية ــ الاسرائيلية لن تخدم القضية الفلسطينية. وأضاف “نحن لا نعول خيراً، ولا نعلق آمالا كبيرة على مثل هذه اللقاءات، لأنها دائماً تأتي في سياق الضغط على الفلسطينيين، والتنكر لحقوقهم، وعدم الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي الغالب تأتي بمطالب أمنية للجانب الصهيوني من دون أن تقدّم الاستحقاقات والحقوق للشعب الفلسطيني”.
وحذّر رضوان الرئيس الفلسطيني من تقديم تنازلات سياسية مجاناً في مقابل الافراج عن عدد من الاسرى، مشدداً على أن “القضية الآن دخلت في سياق حديث الافراج عن عدد من الاسرى، مقابل إطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير لدى فصائل المقاومة”.
وأوضح رضوان انه “بدلاً من هذه اللقاءات غير المرحب بها من حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، كان الاجدى بالرئيس ابو مازن ان يلتقي اسماعيل هنية وأن يعجّل بفتح الحوار الوطني مع الحكومة والفصائل من اجل تأليف حكومة وحدة وطنية والعناية بالشأن الفلسطيني الداخليورأى وزير شؤون الاسرى الفلسطيني، وصفي قبها، أن اللقاء هو “ذر للرماد في العيون ونوع من العلاقات العامة بين الاثنين”. وقال “إن الاثنين، سواء ابو مازن او رئيس الوزراء الاسرائيلي، يعيشان مأزقاً”، معتبراً انهما التقيا لمجرد ان يقال “ان هناك نية لتفعيل عملية السلام”.
أما حركة الجهاد الاسلامي، فقالت من جهتها، إن اللقاء “مضيعة للوقت ولن يجدي نفعاً”.
وقالت في بيان، “إن مثل هذه اللقاءات لا تخدم مصالح شعبنا الذي لا يعول عليها كثيراً، بل تأتي في سياق سعي الحكومة الصهيونية لتأجيج الفتنة التى نسعى جاهدين لتطويقها واحتوائها مع كل الفصائل وقوى شعبنا”.
وأوضحت “الجهاد”: “كنا نأمل أن تكون اجواء حرارة الاستقبال ودفء اللقاء في اجتماع يضمّ السيدين ابو مازن (الرئيس الفلسطيني) وهنية”.
غير أن حركة “فتح” رأت اللقاء بين عباس وأولمرت مقدمة ايجابية للعودة إلى العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جديد، وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وقال الناطق باسم “فتح” توفيق أبو خوصة، إنه “لا بد من اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي بعيداً عن الترهات، ولا يمكن إيجاد حلول للقضايا العالقة مع إسرائيل إلا بهذه اللقاءات، ولا بد من استثماره من اجل فك الحصار عن الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “التعامل مع إسرائيل هو أمر واقعي ومفروض في المرحلة الحالية”.
إلى ذلك، (أ ف ب)، استبعد محللون سياسيون فلسطينيون ان يحقق لقاء عباس وأولمرت اي نتائج ملموسة.
ووصف رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض “الجو العام لللقاء بأنه غير واضح”، لكنه قال “ستكون هناك نتائج ايجابية، وليس واضحاً أن الاسرائيليين سينفذون ما اعلن أنه تم الاتفاق عليه”.
وأضاف عوض أن “علاقة اولمرت مع السلطة الفلسطينية هي علاقة حصار...، وبالتالي أعتقد أن الشارع الفلسطيني لا يتوقع شيئاً من هذا اللقاء”. ورأى ان الشارع الفلسطيني “لا يعارض مثل هذا اللقاء، لكن الجميع يعلم أن عباس يبحث عن اي شيء للخروج من المأزق”.
وقال المحلل السياسي هاني المصري: “ان الشارع الفلــــــــــسطيني كان ينتظر لقاء بين عـــــــــــباس وهنية لا مع ايهود اولمرت”. وقال إن لقاء عباس وأولمرت كان مفيداً لرئيس الوزراء الاسرائيلي اكثر منه لعباس.