أعلن السيناتور الجمهوري الأميركي ارلن سبكتر، عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أول من أمس، أنه جاء إلى سوريا انطلاقاً من تقرير لجنة بيكر ــ هاملتون، معرباً عن اعتقاده بأن «السياسة الأميركية غير مجدية».وأضاف سبكتر، وهو رابع عضو في مجلس الشيوخ يزور سوريا خلال كانون الأول: «أعتقد بقوة أن الحوار مهم جداً، وهناك الكثير مما يمكن إنجازه حيال المشاكل التي تواجه المنطقة، وأنا لا أوافق على إلغاء الحوار بين الولايات المتحدة وسوريا»، مشيراً إلى أنه «خلال زياراتي الماضية بين عامي 1984 و2006 وجدت أن الحوار مع المسؤولين السوريين مفيد جداً».
وكشف السيناتور الجمهوري أنه بحث مع الأسد عملية السلام في الشرق الأوسط «ولا سيما على المسار السوري ــ الإسرائيلي»، موضحاً أن الرئيس السوري «أظهر رغبة سوريا في التوصل إلى تسوية سلمية وفقاً لمبدأ الأرض مقابل السلام».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد بحث مع سبكتر «الأوضاع الجارية في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، إضافة إلى قضية الإرهاب وسبل مكافحته».
ونقلت «سانا» عن الأسد دعوته إلى «وجوب حل كل المشاكل في المنطقة، بما فيها أسلحة الدمار الشامل، وجعل المنطقة خالية منها»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الحلول لمشاكل الشرق الأوسط هي سياسية وليست أمنية».
وفي الشأن العراقي، رأى سبكتر أن «سوريا يمكن أن تكون مفيدة عبر المساعدة في وقف عبور مسلحين ومقاتلين وإرهابيين إلى العراق»، ناقلاً عن الأسد قوله إنّ مراقبة الحدود تستدعي «تعاوناً من الجانب العراقي».
وأضاف سبكتر ان الأسد قال إنه «حاول إقناع الولايات المتحدة بأن تستخدم قواتها للعمل مع سوريا على مراقبة الحدود، لكن الولايات المتحدة لم تستجب لهذا الأمر»، مشيراً إلى أنه سيثير الموضوع مع الرئيس الأميركي جورج بوش، وأنه سيشدد أمامه على «ضرورة بدء حوار مع سوريا يتناول الوضع في العراق».
ونقل سبكتر عن الأسد استعداد دمشق «لاستضافة مؤتمر يجمع الأطراف العراقية لمحاولة العمل على المشاكل، والوصول إلى توافق على ما يجب ان يُعمل بالنسبة للعراق»، مضيفاً أن الأسد قال إنه «تمت استشارة تركيا، وهي ستشارك مع دول عربية أخرى لمحاولة إيجاد حل سياسي لما يجري في العراق»، من دون تحديد موعد للمؤتمر.
وكان الأسد قال أول من أمس إن «المقترحات السياسية المتمثلة بما يسمى الشرق الأوسط الجديد تهدف إلى تقسيم العالم إلى طوائف ومذاهب متصارعة في إطار إعادة رسم خريطة العالم وتقسيمه لخدمة الاستعمار الجديد».
ونقلت «سانا» عن الأسد قوله، خلال مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد في بطريركية الروم الأرثوذكس، أن «هناك عالماً متطوراً، لكن غير متحضر يتحدث عن صراع الحضارات ورسالتنا أن ننقل التحضر والحضارة».
( د ب أ، أ ف ب، يو بي آي)