واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس تحذيراته من تنامي قوة حركة «حماس» في قطاع غزة إلى درجة تجعل المخاطر التي ستواجهها إسرائيل لاحقاً في هذه المنطقة غير مسبوقة.وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، يوسي بيديتس، إن حماس تقيم «شبه جيش» في القطاع، وإنها تنفذ خططاً عملانية «من مدرسة حزب الله» على صعيد الاستعداد لمواجهة مقبلة مع إسرائيل.
وأوضح بيديتس، خلال عرض أمني قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن نشطاء «حماس» يحفرون الأنفاق ويبنون تحصينات ويزرعون العبوات وغير ذلك، مستفيدين من التربة الرملية في قطاع غزة التي تساعدهم على هذا الصعيد.
وحذر بيديتس من أن استمرار الوضع على هذه الحال سيجعل التهديد الذي تشكله هذه الحركة بعد عام من الآن أكبر وأكثر جدية مما هو عليه اليوم، مشيراً إلى أن الحركة تستغل التهدئة المعلنة للقيام بما تقوم به، وأنها معنية بتوسيع هذه التهدئة لتشمل الضفة الغربية أيضاً.
وأشار بيديتس إلى أن إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل كان أقل منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في القطاع في 26 تشرين الثاني الماضي، مشيراً إلى أن المسلحين الذين يطلقون هذه الصواريخ منذ وقف إطلاق النار ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي.
من جهته، قال رئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة، الجنرال سامي تورجمان، إن الجيش «سيضطر بعد أشهر إلى التعامل مع قدرات عسكرية في قطاع غزة لم نشهدها من قبل هناك، وخصوصاً في مجال الصواريخ المضادة للمدرعات». وأوضح تورجمان، أمام لجنة الخارجية والأمن، أن أعضاء حماس «اجتازوا تدريبات وتأهيلات في عدد كبيرة من المجالات، كالقنص والعبوات الناسفة وبناء الاستحكامات وإطلاق القذائف المضادة للمدرعات». وأضاف: «ثمة منظومة قتالية حقيقية تنشأ في قطاع غزة، كما يتبلور هناك مفهوم شامل مع قدرات عسكرية لم نشهدها من قبل».