أكدت السعودية وسلطنة عمان، في بيان مشترك أول من أمس، دعمهما لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وفي الوقت نفسه، قلقهما من التطورات الأخيرة في لبنان.وفي ختام زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام قام بها الملك السعودي عبد الله إلى مسقط حيث التقى سلطان عمان قابوس بن سعيد، أعرب الجانبان عن «قلقهما لتطورات الأحداث والاختلافات السياسية المؤسفة في لبنان، ودانا بشدة مسلسل العنف والاغتيالات، وأكدا دعمهما للحكومة اللبنانية وتأييدها» في وجه المعارضة.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، إنّ «المملكة ليس لها أدوار مخفية في لبنان، بل أدوارها مكشوفة ونحن نؤمن بسياسة الشفافية»، مضيفاً ان الرياض تسعى «إلى إيجاد حل للخلافات اللبنانية، وأن يكون هناك تفاهم والاحتكام إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية في لبنان».
وفي الشأن العراقي، أعرب البيان المشترك عن قلق البلدين «البالغ لتدهور الوضع في العراق»، داعياً «كافة الأطراف العراقية إلى تغليب المصالح العليا».
ورأى الفيصل أن «الموقف العربي في العراق هو إيجاد المصالحة الوطنية بين الفئات العراقية كأساس لحل الأزمة مهما كانت التدخلات الخارجية»، مؤكدا أنّ «اللحمة العراقية ستكون الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه موقف مؤثر في استتباب الأمن والاستقرار في العراق، وبالتالي ما نسعى إليه في إطار الجامعة العربية هو إيجاد تلاحم بين العراقيين».
وفي ما يخص الملف النووي الإيراني، أكد البيان دعمه «لكافة الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة»، مطالباً «بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، بما فيها منطقة الخليج، مع إقرارهما بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية، على أن يكون ذلك متاحاً للجميع في إطار الاتفاقات الدولية ذات الصلة».
من جهته، رأى الوزير السعودي أن «وجود الأسلحة والأنشطة النووية أمر خطير في المنطقة في شكل عام»، معرباً عن اعتقاده بأن «تزايد الأسلحة النووية في العالم أتى لغض النظر عن البرنامج الإسرائيلي من الأساس، الذي هو السبب في الانتشار الذي حصل لهذه الأسلحة المدمرة، ومعالجة الموضوع يجب أن تنطلق من هذا الأساس، وهو أن تُعامل إسرائيل كما تُعامل كل الدول الأخرى، ولا يسمح لها بأن تكون استثناء أمام الشرعية الدولية».
وأكد بن علوي من جهته أن «هناك قناعات قوية لدى دول المنطقة بأن مفتاح حل جميع المشكلات في الشرق الأوسط هو حل القضية الفلسطينية على أساس خريطة الطريق والمبادرة العربية وإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية».
(أ ف ب، د ب أ)