strong>يشرف العام الذي شهد انكساراً أميركياً غير مسبوق، على النهاية، لتتبلور مع أيامه الأخيرة صورة الفشل الذي سبق وأقرت به الإدارة الأميركية، إلا أنه أخذ بعداً رمزياً جديداً من شأنه أن يفاقم سخط الرأي العام الأميركي، تمثّل بتجاوز حصيلة قتلى الجيش الأميركي في العراق عدد ضحايا اعتداءات 11 ايلول 2001، التي شكلت الشرارة لإطلاق الحروب الأميركية الاستباقية والانتقامية. أعلن جيش الاحتلال الأميركي أمس أن سبعة من جنوده قتلوا خلال اليومين الماضيين في بغداد، ستة في هجمات وواحد في حادث سير، لترتفع بذلك حصيلة قتلاه منذ غزوه العراق في آذار 2003 الى 2976، وبالتالي، تجاوزت هذه الحصيلة عدد قتلى هجمات 11 ايلول 2001 التي أوقعت 2973 قتيلا، والتي أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش في أعقابها حرباً شاملة على «الإرهاب».
ويذكر أن حصيلة قتلى الجيش الأميركي في العراق لا تمثّل سوى جزء صغير من الضحايا العسكريين القتلى والجرحى؛ فمقابل كل جندي أميركي قتل في العراق أصيب أكثر من سبعة آخرين بجروح.
وفي موازاة ارتفاع عدد القتلى الأميركيين، تستمر حصيلة القتلى العراقيين، الذين يسقطون على مدار الساعة، في كسر كل الأرقام، لترمي بلاد الرافدين في دوامة من العنف لا يعرف لها أي افق، وخاصة في العاصمة بغداد، التي ضربتها أمس تفجيرات أوقعت العشرات بين قتيل وجريح، فضلاً عن سقوط العديد من القتلى في كركوك والعمارة وبعقوبة.
فقد قتل 52 عراقياً وأصيب نحو 150 بجروح، بينهم 20 قضوا في ثلاث سيارات مفخخة انفجرت بشكل متزامن في منطقة البياع الشيعية (جنوبي غرب بغداد) ظهراً و17 قضوا في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مسجد ابو حنيفة النعمان في حي الاعظمية (شمالي العاصمة)، علماً أنه قتل 20 شخصاً في هجمات في أنحاء متفرقة أول من أمس.
وأعلن رئيس «الكتلة الصدرية» النائب نصار الربيعي أن «مسالة حمل جيش المهدي للسلاح ستنتهي تلقائياً بمجرد أن تكون للدولة سيادة ويكون هناك أمن في البلد». وأوضح الربيعي، في تصريح له أول من أمس، أن «جيش المهدي جيش عقائدي» وأن «تسليحه ذاتي للدفاع عن نفسه كون الحكومة لم تقم بواجبها في توفير الامن».
ورفض نائب رئيس مجلس النواب العراقي، الشيخ خالد العطية، أمس أي محاولة لتدويل المشكلة العراقية، وطالب دول الجوار العراقي بمنع تسلل «الإرهابيين» إلى داخل بلاده.
وحث العطية، إثر محادثات أجراها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في القاهرة، الدول العربية على مد يد العون إلى العراقيين للخروج من «المحنة والمنعطف التاريخي».
وأكد رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت أمس أن عمان تقف على المسافة نفسها من جميع مكوّنات الشعب العراقي، موضحاً سعي بلاده إلى العمل مع الدول العربية من أجل «إعادة العراق الى حظيرته العربية».
وقال البخيت، في مؤتمر صحافي في عمان، «سترون خلال الأيام المقبلة جهداً يبذل مع هذه الجهات للتقدم الى الأمام ولا سيما أنه تم اتخاذ خطوات في العراق لتشجيع جميع فئات الشعب العراقي على الانضمام الى العملية السياسية».
وانتقد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، في كلمة ألقاها أمام الجلسة الاستثنائية للبرلمان الكردستاني في أربيل أمس، «بعض الأطراف السياسية التي تشارك في الحكومة من جهة وتثير المشاكل والقلاقل في البلد من جهة أخرى»، كما انتقد بعض الدول الإقليمية التي تتدخل في الشؤون العراقية.
على صعيد آخر، تبحث وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في محاولة لمواجهة النقص الحاصل في برامج التجنيد المحلية، اقتراحات بتجنيد المزيد من غير الأميركيين في صفوف القوات المسلحة، بما فيها فتح مكاتب تجنيد خارج الولايات المتحدة وتقديم حوافز للمزيد من المهاجرين، عبر تسريع عملية منحهم الجنسية الأميركية في حال تطوعهم في القوات المسلحة.
كما قام الجيش الأميركي بحملة لتجنيد آلاف المترجمين ممن يتقنون اللغة العربية للعمل مع قوات الاحتلال الأميركي في العراق.
وقالت إحدى الشركات الأميركية إنها أبرمت مع الجيش الأميركي عقداً لمدة خمس سنوات بقيمة 4.645 مليار دولار، وذلك لتوفير خدمات الترجمة للقوات الأميركية في العراق، التي ستقوم بتدريب عشرات الآلاف من قوات الأمن والجيش العراقيين.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، الأخبار، أ ب)