القاهرة ــ خالد محمود رمضان
الإعداد لمفاوضات طويلة الأمد مع إسرائيل تجري على قدم وساق، ووزيرة الخارجية الأميركية ستزور المنطقة قريباً لهذا الغرض، إلا أن قنوات الاتصال الداخلية الفلسطينية لا تزال مسدودة، وأفق الأزمة إلى مزيد من الانغلاق

اقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، استئناف التفاوض مع إسرائيل عن طريق “قناة خلفية”، في وقت بدا أن قناة الاتصالات الداخلية لا تزال مغلقة، بعد تجديد أبو مازن إصراره على إجراء الانتخابات، فيما تشككت “فتح” بإمكان عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه إسماعيل هنية في عمان.
وقال عباس، في أعقاب القمة مع مبارك، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وعد بدراسة إطلاق سراح عدد من الأسرى قبل عيد الأضحى. وأوضح أنه درس موضوع الإفراج عن القيادي في “فتح” مروان البرغوثي مع أولمرت بشكل جدي.
وتابع عباس “إننا طرحنا منذ فترة فكرة القناة الخلفية للتفاوض مع إسرائيل، سواء بمشاركة أحد أطراف المجموعة الرباعية الدولية الراعية لخريطة الطريق أو المجموعة ككل بهدف مناقشة قضايا المرحلة النهائية”، مضيفاً أنه مع وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة في 13 و14 كانون الثاني المقبل، فإن “الوقت يكون قد حان تماماً لتفعيل هذا الموضوع والتحدّث عنه بشكل جدي”.
وأشار عباس إلى أنه عرض هذه الفكرة مجدداً على أولمرت خلال لقائهما، وأن الأخير لم يرفضها ووعد بدراستها، مبيّناً أن الجانب الأميركي لم يرفض الفكرة، مشيراً إلى أن هذه القناة “غير معلنة، لكنها غير سرية”.
وبشأن تطورات الحوار الوطني الفلسطيني، قال أبو مازن “نريد أن نذهب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة”.
ورداً على الاتهامات الموجّهة للسلطة الفلسطينية بالاستقواء بالخارج في مواجهة إرادة الشعب الفلسطيني الذي انتخب “حماس”، ذكر عباس أن “الشعب الذي انتخب حماس، هو نفسه الذي انتخبني لمنصب الرئاسة وهذه هي الديموقراطية وإرادة الشعب”.
وقال عباس “لدينا مشكلة هي الحصار الدولي الذي فرض على الشعب الفلسطيني، والذي يتعين العمل على إنهائه بكل السبل، وهو ما يجعلنا نؤكد أهمية وجود حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على فك الحصار”، مضيفاً أن حكومة “حماس” لم تستطع تنفيذ ما هو مطلوب منها من مواجهة المجتمع الدولي لحل أزمة الحصار.
وتابع عباس إنه مصمم على عقد انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة رغم اعتراضات «حماس»، لكنه سيترك الباب «موارباً» أمام مفاوضات تأليف حكومة وحدة وطنية.
وفي السياق نفسه، نفى رئيس الكتلة البرلمانية لحركة “فتح” عزام الأحمد تنازل “حماس” عن الوزارات السيادية، مشيراً إلى أن “حوار تأليف حكومة الوحدة الوطنية لم يستأنف وقد تم تجميده”.
وأشار الأحمد إلى بعض الجهود الفلسطينية الداخلية لدفع الحوار، في إشارة إلى الورقة التي تقدّمت بها الجبهتان الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب عبر لجنة المتابعة، مضيفاً “حتى هذه الورقة والمحاولة لم تحقق شيئاً. فعلى العكس، حماس تغيّبت عن الجلسات ثم طلبت تأجيل الموضوع إلى حين عودة الحجاج على اعتبار أن عدداً من
مسؤوليها في الحج”.
وحول زيارة عباس إلى الأردن ودعوة هنية إلى هناك، واحتمال عقد لقاء بينهما، تشكك الأحمد في إمكان عقد اللقاء، قائلاً “إن المسألة ليست قضية لقاءات ثنائية مع رئيس الوزراء، هي خلاف قوى سياسية، وبالتالي إذا عجزت القوى السياسية عن حل هذا الخلاف داخل الوطن فلن نتمكن من حله خارج الوطن”.
من جهته، نفى المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، غازي حمد، أن يكون قد جرى تحديد موعد زيارة هنية إلى عمان. وقال إنه من المقرر أن يخرج هنية إلى الحج اليوم الأربعاء “وإذا حدثت ترتيبات معيّنة ربما، فقد تكون الزيارة من ثمّ إلى الأردن بعد الانتهاء من تأدية مناسك الحج”.