استغل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس زيارته إلى تل أبيب والمحادثات التي عقدها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبى ليفني، للغمز من قناة حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، فأعرب عن أمله أن تواصل إسرائيل «اتباع سياسة ضبط النفس إزاء الخروق الفلسطينية لوقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل يعقّد الموقف ولا يفيد أحداً. وحذر أبو الغيط من أنه إذا ردت إسرائيل بشدة على إطلاق القذائف الصاروخية فقد يؤدي ذلك إلى تدهور الأوضاع وتغلب الجهات المتطرفةوقال أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مشترك مع ليفنى في تل أبيب، إن أولمرت قبل دعوة الرئيس المصري حسني مبارك إلى زيارة مصر في الأسبوع المقبل، معرباً عن أمله أن يساهم هذا اللقاء في دفع المسيرة السلمية في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد أبو الغيط على استمرار الجهود للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، معرباً عن ثقته بأنه لا يزال على قيد الحياة. ورفض الخوض في تفاصيل هذه القضية «لما تنطوي عليه من حساسية بالغة».
وقال بيان صادر عن مكتب أولمرت إن المداولات التي أجراها مع الوزير المصري تناولت “خرق وقف إطلاق النار في القطاع من جانب فصائل فلسطينية تواصل إطلاق الصواريخ من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل”. وأضاف البيان إن أبو الغيط امتدح سياسة “ضبط النفس” التي تنتهجها حيال ذلك، مشيراً إلى أن أولمرت شرح لضيفه قرار العودة إلى استهداف الناشطين الفلسطينيين.
وقال البيان، من جهة أخرى، إن البحث بين الرجلين تطرق إلى لقاء أولمرت مبارك المقرر في الرابع من كانون الثاني المقبل في شرم الشيخ. وأشار إلى أنه سيتناول التطورات الأخيرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وخصوصاً في أعقاب لقاء أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأضاف ان “رئيس الوزراء سيشدد أيضاً على ضرورة مكافحة تهريب الأسلحة (الآتية من مصر إلى قطاع غزة)”.
وكان مبارك قد اجتمع أيضاً فى منتجع شرم الشيخ مع أولمرت خلال شهر أيار الماضي للمرة الأولى منذ تولى الأخير السلطة. وقالت مصادر مصرية إن مبارك سيسعى لحث أولمرت مجدداً على تمرير صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
يشار إلى أن مبارك أعلن مطلع الشهر الجاري أن رئيس الوزراء الاسرائيلي وعد بالافراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين قبل أن يتسلم الإسرائيليون شاليط.
كما التقى أبو الغيط كلاً من وزير الدفاع الاسرائيلي عامير بريتس ورئيس حزب «ميرتس» يوسي بيلين ورئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو، الذي طالب الوزير المصري بأن تعمل القاهرة على إنهاء فترة ولاية الحكومة الفلسطينية برئاسة “حماس” وتأليف حكومة معتدلة، مشيراً إلى أن “لدى مصر وإسرائيل مصلحة مشتركة في دفع سياسة تقود إلى صعود أنظمة معتدلة في الشرق الأوسط”.
كما التقى أبو الغيط وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم، الذي دعا مصر إلى بذل الجهود لإقناع حركة الجهاد الإسلامي بوقف إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل.
ووفقاً للإذاعة الإسرائيلية، أشار شالوم إلى أن «الجهاد الإسلامي تتلقى تعليمات من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري».
(الأخبار)