محمد بدير
اعتبر وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الاسرائيلية أفيغدور ليبرمان أمس ان التحدي الاستراتيجي لإسرائيل هو التهديد النووي الايراني، متوقعاً ان تبقى تل أبيب وحدها في مواجهة ايران، وان تكون هذه المدينة أخطر مكان في الدولة العبرية لدى اندلاع الحرب المقبلة.
وقال ليبرمان، في محاضرة ألقاها في جامعة بار إيلان أول من أمس، إن «الموضوع الإيراني هو المشكلة الاستراتيجية لدولة إسرائيل، ذلك انها المرة الأولى منذ المحرقة (النازية)، يقوم شخص أو منظمة أو جهة أو دولة، وتضع لنفسها هدفاً علنياً هو تدمير دولة إسرائيل وإبادة الشعب اليهودي»، مشدداً على ان «ثقافة دولة عضو في الأمم المتحدة تتمثل في عالم من دون صهيونية»، في إشارة إلى ايران والتصريحات المتكررة التي يطلقها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ضد إسرائيل.
وتعرض ليبرمان للتحرك الدولي في وجه ايران ولقرار العقوبات الصادر عن مجلس الأمن أخيراً، ورأى ان «كل العالم يدين (ايران)، إلا أنه لا يفعّل أي إجراء حقيقي ضد هذه الدولة، بل إن قرار مجلس الأمن الأخير بفرض عقوبات على ايران، هو قرار واهن جداً، والواضح اننا سنبقى في نهاية الأمر لوحدنا قبالة الايرانيين، نحن نواصل الصراخ والإدانة وهم يتقدمون بوتيرة جنونية نحو حيازة القدرة النووية».
وتناول ليبرمان القدرة الصاروخية الإيرانية وضرورة العمل على مواجهتها، وطالب بوضع خطوط حمراء خاصة قبالة ايران «التي تحولت الى قوة عظمى إقليمية، وتشكل تهديداً لأصل وجودنا»، مشدداً على ان «ان وسط تل أبيب سيكون خط الجبهة في الحرب المقبلة والمكان الأكثر خطراً»، ومشيراً إلى ان الاسرائيليين رأوا «صواريخ حزب الله التي بلغت حيفا، لكن ايران تعمل على تطوير صواريخ أكثر تطوراً».
وكرر ليبرمان مواقفه المتطرفة في ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين. وقال انه بعد «13 سنة على اتفاقات أوسلو، والتنازل عن منطقة أكبر بثلاثة أضعاف من المنطقة السيادية لدولة إسرائيل (الأردن)، وإنفاق حوالى عشرة مليارات دولار على السلطة الفلسطينية، وبعد آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى، يجب الاعتراف بأننا وصلنا إلى أفق مسدود، وأن دولة فلسطينية مستقبلية ستدمرنا، عاجلاً أو آجلاً».
وراكم ليبرمان على تطرفه تطرفاً جديداً على حساب «ديموقراطية» إسرائيل، إذ قال ان «النقطة الحاسمة بالنسبة إلى وجودنا (كيهود) هي الخلاف على الطابع المستقبلي للدولة، هل هي دولة يهودية وصهيونية أم دولة كل مواطنيها؟»، مشدداً على وجوب المحافظة على يهودية الدولة و«اذا كان هناك تناقض بين اليهودية والديموقراطية، فالأولى ان نكون دولة يهودية».