وجه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس، غداة تأييد دائرة التمييز الحكم بإعدامه، رسالة إلى الشعب العراقي أعلن فيها أنه «يقدم نفسه فداء» للوطن، داعياً العراقيين إلى عدم السقوط في شرك «الفرقة» التي يحاول «الغزاة والفرس» زرعها بينهم، في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الأسبق طارق عزيز، عن طريق محاميه، أنه يملك معلومات خطيرة يريد الإدلاء بها.وقال صدام، في الرسالة التي تحمل تاريخ 26 كانون الأول الجاري موقعة باسم «رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة»: «ها أنا أقدم نفسي فداء، فإذا أراد الرحمن هذا صعد بها الى حيث يأمر سبحانه مع الصديقين والشهداء وإن أجّل قراره على وفق ما يرى فهو الرحمن الرحيم وهو الذي أنشأنا ونحن اليه راجعون فصبراً جميلاً وبه المستعان على القوم الظالمين».
وأضاف صدام، الذي لم يشر بشكل مباشر الى قرار دائرة التمييز: «لقد وجد أعداء بلدكم من غزاة وفرس أن وشائج وموجبات وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين أن يستعبدوكم فزرعوا ودقوا إسفينهم الكريه القديم الجديد بينكم فاستجاب له الغرباء من حاملي الجنسية العراقية وقلوبهم هواء أو ملأها الحاقدون في إيران بحقد، وفي ظنهم خسئوا أن ينالوا منكم بالفرقة بما يضعف الهمة ويوغر صدور أبناء الوطن الواحد على بعضهم بدل أن توغر صدورهم على أعدائه الحقيقيين».
ودعا صدام، في رسالته التي أكدت هيئة الدفاع عنه صحتها، العراقيين إلى «عدم الحقد الذي يعمي البصر والبصيرة ويسد أمامه رؤية المتغيرات في ذهن من يتصور عدواً». وطلب كذلك من الشعب العراقي عدم كراهية شعوب الدول المعتدية. وقال: «أدعوكم أبناء العراق أن لا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا وفرقوا بينهم وبين أهل القرار». وتابع: «حتى من يستحق عمله أن تحاربوه لا تكرهوه كإنسان».كما طالب العراقيين بـ«العفو» عمن «يصلح في داخل العراق او خارجه». واضاف: «افتحوا له صفحة جديدة في التعامل لأن الله عفو ويحب من يعفي عند الاقتدار».
وتوعد حزب «البعث» العراقي المنحل أمس بضرب المصالح الأميركية في كافة انحاء العالم اذا نفذ الإعدام بحق صدام.
وشدد الحزب، في بيان بث على شبكة الانترنت، على ان «الإعدام لن يضعف الثورة المسلحة بل يؤجج نيرانها اكثر ويوسع نطاقها»، مشيراً إلى أن إعدام صدام «خط أحمر يجب على الولايات المتحدة الا تتجاوزه».
وفي عمان، أعلن بديع عارف عزت، محامي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز، أمس أن عزيز يريد الإدلاء بشهادته في قضية الأنفال قبيل تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين «لخطورة المعلومات التي بحوزته»، مشيراً إلى أن «هذه هي رغبة صدام حسين أيضاً».
وأكد عزت، لوكالة «فرانس برس»، «عدم جواز تنفيذ عقوبة الإعدام بحق صدام حسين قبيل مرور 30 يوماً على قرار تصديق دائرة التمييز».
وافاد وزير العدل العراقي هاشم الشبلي أمس بأن تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام «ينتظر تصديق رئاسة الجمهورية، وهي مسألة قد تأخذ بعض الوقت بسبب إجازات عيد الأضحى».
وأعلن النائب في البرلمان العراقي عن «الكتلة الصدرية» بهاء الأعرجي أنه يتمنى إعدام صدام «ليلة عيد» الأضحى ليكون هذا الأمر بمثابة «عيدية» للعراقيين.
الى ذلك، أعلن زعيم الحزب الراديكالي الايطالي والنائب الاوروبي ماركو بانيلا انه بدأ، مساء أول من أمس، إضراباً عن الطعام والماء في محاولة «لمنع إعدام» الرئيس العراقي السابق.
ودعا الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان، الذي يتخذ من باريس مقراً له أمس القادة العراقيين الى عدم المصادقة على قرار إعدام صدام والى «تعليق» حكم الاعدام في العراق.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)