strong>الانتشار الميليشيوي الإسلامي، في خضمّ المرحلة السّابقة، انتهى عند حدود بيداوة، فهل تشهد نشوة السّيطرة الإثيوبيّة انتكاسة عند حدود ميناء كيسمايو، “آخر قلاع المحاكم”؟
“ميليشيا المحاكم محاصرة في كيسمايو”. هكذا استقرّت الأمور حتّى يوم أمس في الصّومال. القوّات الحكوميّة والإثيوبيّة مسيطرة بالكامل، تقريباً، على المحاور الأساسيّة والمدن الاستراتيجيّة، في انتظار سقوط نقطة التجمّع الأخيرة للقوات الإسلاميّة.
“الانسحاب وشيك ولن يتعدّى المدى الزمني للبقاء أكثر من شهر”. هذا ما حاول رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي تأكيده، في سياق تحديد فترة بقاء قوّاته العسكريّة في الصّومال. قال زيناوي، في مؤتمر صحافي في أديس أبابا أوّل من أمس: “نأمل (الانسحاب) في الأيام المقبلة، وربما في الاسابيع المقبلة. لكن بالتأكيد ليس خلال أشهر”.
إلا أن رئيــــس الوزراء الصــــومالي علي محمد جــــيدي، الذي دخل إلــــى مقديشو أمس، شدد على أن قــــوّات الجيش الإثيوبي “ستــــبقى” في الصــــومال “الــــوقـــــــت الذي تحتــــاج الـــــيه” السلطــــات الانتقــــالية الصومالية.
وشدّد جيدي على مدى أهمّية “ارساء الاستقرار في الصومال، من اجل استقرار جيراننا”، في إشارة إلى الوقاية الأمنيّة المشتركة التي أرستها الحكومة الانتقاليّة المشتركة مع أديس أبابا، لمحاربة المحاكم.
وكان جيدي قد أعلن في أفغوي أمس، قبيل دخوله مقديشو: “نحتاج إلى تطبيق الأحكام العرفية مدة ثلاثة اشهر لنزع سلاح جميع الميليشيات”.
وأعلن مصدر رسمي أمس، أنّ البرلمان الصومالي سيتّخذ، في وقت قريب، قراراً بشأن حال الطوارئ المعلنة، وذلك بعد سيطرة القوّات الحكوميّة على العاصمة.
وفي دليل على التعقيد الأمني في مقديشو، أعلن قائد الشرطة الصومالية في العاصمة اللواء علي حسين لويان أن “مهمّته بالغة الصعوبة ولا تراوده الأوهام في هذا الصدد”. وعلّق على حساسية الوضع قائلاً “أعتقد أن نجاحنا، أو فشلنا، (في السيطرة الأمنيّة التامّة على البلاد) يتوقف على مقديشو”.
وفي هذا السياق، تظاهر آلاف الاشخاص في مقديشو أمس، ضد وجود القوات الإثيوبية. إلّا أنهمّ تفرّقوا، رضوخاً لطلب الزعماء المحليين. ولم يتدخل الجيش الإثيوبي لتفريق المتظاهرين.
وفي ما يمكن اعتباره الإعداد لآخر المعارك مع الإسلاميين، أفادت مصادر صومالية أمس بأنّ طائرتين حربيّتين إثيوبيتين حلّقتا أمس فوق ميناء كيسمايو الصومالي (500 كيلومتر جنوبي مقديشو) آخر معاقل “المحاكم”.
وقال قائد اسلامي إن هذه الطلعات نُفّذت، فيما يتوقع أن يصل زعيم الاسلاميين الصوماليين الشيخ حسن ضاهر العويس إلى كيسمايو.
وقال القائد في ميليشيا “المحاكم” الشيخ محمد ابراهيم بلال، من كيسمايو، في اتصال مع وكالة “فرانس برس”: إنّ الاسلاميين “لن يستسلموا ابداً للإثيوبيين والحكومة” وسيـــشنّــــون عملــــيّات عســــكريّة عليهم. وأوضح: “يمكنني أن اؤكد لكم أن القوّات الاسلامية موجودة في جميع انحاء البلاد، وسترون تحرّكنا في الأيّام المقبلة. ما نفعله هو توجيه ضربة ثم الفرار”.
وأضاف بلال، في صيغة تهديديّة: “نحن الآن في كيسمايو. اذا هاجمونا ووجّهوا الينا ضربات، فهذا لا يعني أن الحرب انتهت”. وتابع “تعتقدون أن المحاكم الاسلامية هُزمت وأن المحتلين الإثيوبيين ربحوا في الصومال، أستطيع ان اقول لكم إن كل شيء سيتغير خلال بضعة ايام”.
(أب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


جلاء دولي
أعلنت الامم المتحدة انها اجلت أوّل من أمس 14 من العاملين في قطاع المساعدات الانسانية من الصومال. وقالت إنّها تستعد للتعجيل بإرسال معونات طوارىء الى الصوماليين، الذين طُردوا من ديارهم بسبب الحرب، بعدما وافقت الحكومة المؤقتة على استئناف رحلات الاغاثة الجوية.
(أ ف ب)