القاهرة ــ خالد محمود رمضان
بدا أمس أن الإدارة الأميركية تلقي بثقلها في مساعي التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما تفسره زيارة مدير عام الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) جون نيغروبونتي إلى القاهرة، التي يزورها وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيضاً لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مرتقب.
وأجرى نيغروبونتي، الذي وصل إلى القاهرة مساء أول من أمس بشكل مفاجئ في طريقه إلى تل أبيب، محادثات أمس مع رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان تطرقت إلى الجهود المصرية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبالتزامن مع زيارة نيغروبونتي، بدأ وفد من حركة “حماس”، يضم عضوي المكتب السياسي عماد العلمي ومحمد نصر، زيارة إلى العاصمة المصرية للقاء سليمان، في إطار بحث التفاصيل النهائية الخاصة بصفقة الأسرى.
وفسّر مسؤول مصري غياب رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل عن الوفد بالقول إن “مشعل يتعرض لضغوط خارجية بهدف إقناعه بعدم المضي قدماً في تنفيذ هذه الصفقة”، مشيراً إلى أن القاهرة تدرك حقيقة هذه الضغوط، لذلك تترك لمشعل المجال لاختيار توقيت زيارته. ورأى أن حضور مشعل إلى القاهرة سيكون معناه الوحيد أن الأمور قد نضجت باتجاه إتمام هذه الصفقة بشكل نهائي. وكانت مصادر مقربة من “حماس” قد أبلغت “الأخبار” الأحد الماضي أن زيارة مشعل “لن تتم في الأيام القريبة المقبلة، وأن وفد “حماس” في القاهرة يعمل على وضع الصيغة النهائية لصفقة التبادل، تمهيداً لإقرارها خلال زيارة مشعل المرتقبة إلى القاهرة.
إلى ذلك، أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أحمد يوسف، الموجود حالياً في القاهرة، أن هناك إشارات قوية إلى نجاح الجهود المصرية في التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال وكبار السن قريباً.
وأشار يوسف إلى أن مصر أعطت ضمانات للفلسطينيين بإمكان تحقيق تبادل الأسرى ضمن الشروط الفلسطينية من ناحية التزامن والآليات وقوائم الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم، موضحاً أن القوائم التي قدّمها الجانب الفلسطيني تضم أسماء لرموز وقيادات تاريخية. وكان عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، عزت الرشق، قد قال لصحيفة “عكاظ” السعودية أمس إن وفد الحركة سينقل للمصريين موقف “حماس”، الذي يصر على “تحقيق مبدأ التزامن في عملية الإفراج من قبل الطرفين”. وأضاف أن “حماس” أبدت مرونة حيال إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على دفعات، وتسليم الأسير الإسرائيلي إلى طرف ثالث.