strong>المالكي يرفع الحصار عن مدينة الصدر بعدما أعلن «جيش المهدي» العصيان المدني... وهادلي يبحث إرسال المزيد من القوات
طلب العراق من المجتمع الدولي أمس مساعدات بقيمة مئة مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة من أجل إعادة إعمار بنيته التحتية المدمرة، في وقت أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برفع الحصار عن مدينة الصدر شرق بغداد، حيث بحث مستشار الرئيس الأميركي جورج بوش لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق.
وعقدت العديد من الدول في الكويت أمس مؤتمراً للدول المانحة لتدرس إمكان منح العراق ما يحتاجه لعملية إعادة الإعمار. وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس، في افتتاح المؤتمر: «نحن بحاجة إلى مئة مليار دولار لإعادة بناء بنيتنا التحتية، إنه رقم تقريبي للسنوات الخمس المقبلة».
ومعروف أن هذا المبلغ يقلّ قليلاً عن قيمة الحد الأدنى من الإنتاج النفطي العراقي خلال السنوات الخمس المقبلة، وخاصة أن معدلات الطاقة التصديرية العراقية اليومية بلغت مليوناً وستمئة وعشرين ألف برميل.
وشارك في الاجتماع الذي استمر يوماً واحداً، ممثلون عن 14دولة مانحة رئيسية، منها الكويت وفرنسا واليابان والكويت والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، إضافة إلى سبع مؤسسات دولية.
ويهدف المؤتمر إلى بحث مسودة وثيقة العهد (العقد) الدولي مع العراق لتحديد الأهداف والطموحات الوطنية للأعوام 2006 ــ2011 وتحقيق الأمن والسلام وبناء دولة فيدرالية والارتقاء بالاقتصاد الوطني والسعي لاستعادة دور العراق الفاعل وخفض الفقر وتوفير الخدمات وتوفير دور قيادي للقطاع الخاص.
وتطالب الدول المانحة بغداد بتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي واجتماعي وأمني إضافة إلى مكافحة الفساد المستشري، قبل تقديمها مساعداتها.
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح، في افتتاح المؤتمر: إن «اللقاء يبحث في السبل المثلى لاستخدام المساعدات التي تعهدت دول مانحة بتقديمها للعراق في مؤتمر مدريد».
وأفاد الشيخ محمد بأن 40 دولة مانحة ستجتمع في مؤتمر يعقد في بغداد قبل نهاية العام الجاري للتوقيع على «العهد الدولي» الذي سيكون بمثابة خريطة طريق لإعمار العراق.
في غضون ذلك، أمر المالكي برفع جميع الحواجز وبفتح منافذ العبور في مدينة الصدر، بعدما أعلن «جيش المهدي» في المدينة العصيان المدني أمس «إلى أن يُفَكَّ الحصار عنها»، الذي فرضته القوات الأميركية منذ أسبوع بعد خطف جندي أميركي من أصل عراقي من قبل مسلحين مجهولين.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الأميركي أنه رفع نقاط التفتيش عند مداخل مدينة الصدر استجابة إلى أمر المالكي.
من ناحية أخرى، بحث هادلي مع المالكي وكبار مساعديه مجموعة خيارات لفرض الاستقرار في العراق في محاولة لوقف التدهور الأمني ووقف انزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة. ومن بين هذه الخيارات، إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن الاقتراحات التي حملها هادلي تتضمن أيضاً «زيادة جوهرية» في عدد القوات الأميركية والعراقية التي تقوم بأعمال الدورية في بغداد، إضافة إلى منح مزيد من الحكم الذاتي لـ«الشيعة والسنة والأكراد» من دون تقسيم العراق، ووضع أسس واضحة لتقاسم عائدات النفط بين الأقاليم الثلاثة والعفو عن المطلوبين، ومن ضمنهم الذين شنوا هجمات على القوات الأميركية والعراقية.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمس دعمه لزيادة عديد قوات الأمن العراقية إلى أكثر من 325 ألف عنصر ولتسريع تدريب هذه القوات. وقال: «أعتقد أن الحكومة العراقية موافقة على ذلك أيضاً»، علماً بأن عديد القوات العراقية يبلغ حالياً نحو 310 آلاف رجل.
ميدانياً، قتل 17عراقياً في مناطق متفرقة أمس بينهم عشرة بانفجار سيارة مفخخة استهدفت حفل زفاف في شمال شرق بغداد، وثلاثة بنيران القوات الأميركية في الموصل، فيما أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل اثنين من جنوده جنوبي وغربي بغداد، لترتفع بذلك حصيلة قتلاه خلال شهر تشرين الأول إلى 107. كما أفاد مصدر في تكريت أمس بأن مسلحين مجهولين قاموا باختطاف 40 مواطناً من أهالي بلد.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس اعتقال خالد الحياني، المصور الخاص للزعيم السابق لتنظيم “القاعدة” في العراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي، في مناطق بالقرب من بعقوبة.
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس مع السفير الإيراني في العراق حسن كاظمي قمي الأمور المتصلة بالزيارة التي ينتظر أن يقوم بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بغداد الشهر المقبل، بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين وحل القضايا العالقة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي،
رويترز، أ ب، د ب أ)