strong>تراجعت كوريا الشمالية عن تعنتها وقبلت بالعودة إلى المفاوضات السداسية، بلا شروط، في خطوة حظيت بترحيب عالمي. ويبقى السؤال: هل ستنجح الأطراف المعنية في المضي قدماً بشكل يجنب الجزيرة الكورية خضات مستقبلية، اعتادت حصولها كل بضعة أشهر؟نجحت المساعي الدولية الناشطة من اجل معالجة الملف النووي الكوري الشمالي في التأسيس لمناخ من التهدئة في شبه الجزيرة الكورية بعد موافقة الدولة الشيوعية على العودة من دون شروط إلى المفاوضات السداسية المتوقفة منذ سنة، رغم تحذيرات بيونغ يانغ لسيول من أن المشاركة في اجراءات توقيف وتفتيش سفن تابعة لها قد تؤدي الى «نتائج كارثية».
وكان البيت الأبيض من أول المرحبين بقرار بيونغ يانغ العودة إلى المحادثات، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش «سعيد للغاية» بذلك، لكنه سيرسل وفوداً إلى المنطقة لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بفرض عقوبات على كوريا الشمالية والذي صدر في الرابع عشر من الشهر الماضي.
وفي بكين، قال المفاوض الأميركي الرئيسي في الملف النووي الكوري الشمالي، كريستوفر هيل، عقب لقاء مع نظيريه الكوري الشمالي كيم كاي ــ غوان والصيني وو داوي، إن بيونغ يانغ اعادت التأكيد امس على التعهد الذي قطعته العام الماضي بالتخلي عن اسلحتها النووية في مقابل تنازلات. وأضاف: «لم يضعوا اي شروط على استئناف المحادثات».
وتابع هيل للصحافيين: «أعدنا جميعاً، بما يشمل كوريا الشمالية، التأكيد على التزامنا بالبيان الذي صدر في ايلول وجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية»، موضحاً أن المحادثات السداسية ستتناول مخاوف كوريا الشمالية الخاصة بالإجراءات المالية التي اتخذتها ضدها الولايات المتحدة ربما من خلال مجموعة عمل.
واكد هيل ان المحادثات السداسية المتوقفة منذ اكثر من سنة، ستستأنف في تشرين الثاني أو كانون الأول.
وأعلنت كوريا الشمالية مقاطعتها للمحادثات السداسية بعدما فرضت واشنطن عقوبات مالية، متهمة الدولة الشيوعية بتبييض الأموال وتزييف العملة.
إلا أن مفوض كوريا الشمالية ابلغ هيل امس ان بلاده مستعدة الآن للتعامل مع مسألة العقوبات المالية في إطار المحادثات السداسية.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك، لشبكة “سي أن أن” الأميركية، إن الولايات المتحدة تأمل استئناف المفاوضات قبل نهاية العام الجاري، موضحاً أنه لن تُعَلَّق العقوبات الدولية التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية في توقيت بدء المفاوضات نفسه.
وفي سيول، قال المتحدث باسم الخارجية الكورية الجنوبية، تشو كيو ــ هو، ان «الحكومة ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في اجتماع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والصين على استئناف المحادثات السداسية”.
وكانت بيونغ يانغ قد حذرت سيول امس من الاشتراك في حملة اميركية دولية لوقف وتفتيش السفن التي قد تحمل اسلحة دمار شامل، قائلة إنها ستؤدي الى «نتائج كارثية» غير محددة.
كذلك، رحبت اليابان بقرار كوريا الشمالية العودة الى طاولة المفاوضات. ونقلت وكالة أنباء “كيودو” عن كبير أمناء الحكومة اليابانية، ياسوهيسا شيوزوكي، قوله ان المحادثات السداسية تشكل الإطار الأفضل لحل مشكلة البرنامج النووي الكوري الشمالي.
ويأتي الترحيب الياباني رغم إعلان وزير الخارجية الياباني تارو آسو في وقت سابق امس، أن اليابان وأربع دول تشارك في المحادثات السداسية لن تسمح لكوريا الشمالية بالعودة الى المحادثات بكونها «قوة نووية» جديدة.
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر أليكسييف إن «لقاء ممثلي الصين والولايات المتحدة وكوريا الشمالية في بكين وموافقة كل الأطراف على مواصلة المفاوضات بصيغة السداسي يدل على أن لدى المفاوضات السداسية فرصاً جديدة”، مضيفاً أن روسيا تحدوها مشاعر «إيجابية للغاية».
وتستضيف الصين المحادثات التي تهدف الى التوصل الى حل لأزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي، وتشارك فيها كل من: الولايات المتحدة وروسيا واليابان بالإضافة الى الكوريتين.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي،
رويترز، د ب أ)