تفاعلت تداعيات المجزرة التي ارتكبتها القوات الباكستانية أول من أمس بقصفها مدرسة دينية في منطقة باجور القبلية المحاذية لأفغانستان، مع خروج تظاهرات دعا إليها ناشطون إسلاميون في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على ما وصفهزعيمهم “بالجريمة التي لا يمكن الصفح عنها”، وذلك عقب خروج الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن صمته ليعلن أن ضحايا الهجوم هم جميعاً من الإرهابيين، رغم تأكيد أحد الناجين عدم وجود أي مسلح في موقع الجريمة حيث قتل أطفال عديدون.وقال الرئيس الباكستاني، في أول تصريح بعد الغارة، خلال مؤتمر أمني في إسلام أباد، إن الأشخاص الثمانين الذين قتلوا “كانوا من المسلحين الذين يجرون تدريبات عسكرية، راقبناهم على مدى الأيام الستة أو السبعة الماضية، ونعرف بالضبط من هم وماذا يفعلون”، مضيفاً أن من يقول إن هؤلاء القتلى في الهجوم الجوي على المدرسة أبرياء “يكذب”.
وأعلن مسؤول باكستاني رفيع المستوى “أن المدرسة التي استهدفت كانت تستقبل باستمرار مسؤولين في القاعدة، بينهم أيمن الظواهري وأبو عبيدة المصري”، العقل المدبر المفترض لهجمات يقال إنها كانت ستنفذ بواسطة طائرات تقلع من لندن، موضحاً أن المصري كان المسؤول عن تنظيم القاعدة المكلف العمليات في ولاية كونار شرقي أفغانستان.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أمس أن الغارة نفذت بالاستناد إلى معلومات من الاستخبارات الأميركية عن استخدامها مخبأ لمسؤولين من تنظيم القاعدة.
ونقلت الصحيفة عن سفير باكستان لدى واشنطن، الجنرال محمد علي دوراني، قوله إن المدرسة التي استهدفها الهجوم كانت “معسكراً للتدريب، وكانوا قد أنذروا بوقف نشاطاتهم. ولم يمتثلوا، لذلك هاجمتهم مروحياتنا وقتل جميع الموجودين هناك”.
ونقلت قناة (إيه.بي.سي) نيوز التلفزيونية عن مسؤول استخباري باكستاني، لم يكشف عن هويته، قوله إن مروحية بدون طيار طراز (بريدتور) الأميركية أطلقت الصواريخ التي دمرت المدرسة الإسلامية في مدينة شيناغاي بمنطقة باجور القبلية.
في المقابل، قال النائب الإسلامي في البرلمان الباكستاني، هارون رشيد، إن “الأميركيين هم من أطلق الصاروخ على المدرسة، ثم جاءت المروحيات الباكستانية بعد ذلك لتتحمل مسؤولية ما قام به الأميركيون”. وأضاف رشيد، الذي استقال من العمل السياسي احتجاجاً على الغارة، “أعيش على بعد كيلومتر واحد من المدرسة وشاهدت كل شيء”.
وتجمّع آلاف المسلحين أمس في المنطقة القبلية للتعبير عن غضبهم ضد الولايات المتحدة والجيش الباكستاني، بينما ذكر رجال القبائل وأحد الناجين من المجزرة أن القتلى هم من الطلاب الأبرياء.
وتجمّع المتظاهرون في خور، كبرى بلدات منطقة باجور، وهم يرددون هتافات من بينها “الموت لأميركا” و“الموت لبوش” و“الموت لمشرف” و“أوقفوا قتل الأبرياء”.
وقال مراسل وكالة “فرانس برس” إن رجال الدين المسلمين المتشددين قالوا للمتظاهرين في خور إن كل القتلى من الطلاب الشباب. واتهموا الحكومة الباكستانية وحليفتها الولايات المتحدة بارتكاب جريمة قتل.
وأغلقت السلطات كافة الطرق المؤدية الى خور، ومنعت الناس من الدخول إليها، ومن بينهم رئيس مجلس العمل المتحد قاضي حسين أحمد، الذي كان متوجهاً في قافلة إلى المدينة.
ودعا مجلس العمل المتحد (أكبر تجمّع للأحزاب الدينية) الى تنظيم الاحتجاجات في العديد من المدن، بينها بيشاور المحاذية لمنطقة القبائل، ما أجبر وليّ عهد بريطانيا الأمير تشارلز وزوجته كاميلا، اللذين يقومان بجولة في باكستان، على إلغاء خططهما لزيارة تلك المدينة.
إلى ذلك، أصدرت محكمة في كراتشي حكماً بالإعدام على متشددين إسلاميين اثنين، ينتميان إلى جماعة “عسكر جنجوي” المسلحة المحظورة، لقتلهما ستة من الشيعة في هجوم قبل ثلاثة أعوام.
(ا ف ب، ا ب، رويترز،
يو بي آي، د ب ا)