strong>محادثاته تشمل لبنان وأزمات المنطقة والبرنامج النووي المصري والتعاون الاقتصادي“لا نموذج محدداً للديموقراطية”. “الديموقراطية الأميركية لن تنجح عندنا”. عبارات استهل بها الرئيس المصري حسني مبارك زيارته أمس إلى موسكو، المحطة الأولى في جولة ستقوده إلى الصين وكازاخستان، تركّز على الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة لبنان وعملية السلام، إضافة إلى البرنامج النووي المصري والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
ونقلت وكالة “نوفوستي” عن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف، الذي كان في استقبال الرئيس المصري، قوله إن الجانبين الروسي والمصري سيناقشان خلال هذه الزيارة “إمكانات الخروج من الوضع المتأزم الذي نشأ في الشرق الأوسط”. وأضاف إن “مصر بلد أساسي في المنطقة وأحد شركائنا الرئيسيين في الشرق الأوسط. ويهمنا جداً الاستماع إلى تقييم شخصية سياسية نافذة جداً مثل حسني مبارك ومقارنة مواقفنا. والشيء الرئيسي هو النظر معاً في السبل الممكنة للخروج من الوضع الراهن”. وأشار إلى أن زيارة مبارك تكتسب أهمية خاصة الآن عندما “يتعقد الوضع في الشرق الأوسط باستمرار”.
وكان مبارك قد قال، في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية، قبيل زيارته موسكو، إن «الحرب الأخيرة في لبنان ومكائد إسرائيل المستمرة في الأراضي الفلسطينية دليل على خطورة الوضع في المنطقة، الذي لا يمكن أن يستمر». وأضاف أن «جوهر المشكلات في الشرق الأوسط يكمن في توقف المسار السلمي».
ورأى مبارك أن «الاضطهاد وفقدان العدالة هما السببان الأساسيان للإرهاب، وأن الإرهاب لن يتوقف قبل العثور على دواء ضد الشعور بالظلم». ونفى وجود «نموذج محدد للديموقراطية، يمكن تطبيقه في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الظروف والخصائص المحلية». وأضاف أنه «توجد بالفعل قيم ومبادئ مشتركة في الديموقراطية، ولكن يجب أخذ ظروف ومزايا كل مجتمع بالاعتبار».
وشدد مبارك على أن «الديموقراطية والإصلاح يجب أن ينطلقا من الداخل وفقاً لثقافات الشعوب وطبائعها وطبيعتها وتقاليدها». ورأى أن «الديموقراطية ليست قالباً جامداً يمكن تطبيقه على كل الشعوب»، مشيراً إلى أن «الديموقراطية الأميركية لن تنجح عندنا».
ونفى الرئيس المصري وجود صراع بين الحضارات، مشيراً إلى وجود صراع بين المصالح. وذكر أن «نظريات البحث عن الأعداء وإثارة الكراهية ضد الإسلام والحديث عن علاقته بالإرهاب والتطاول على مقدسات المسلمين ومعتقداتهم وتجاهل مشكلاتهم، وكل ما جرى وما يجري في لبنان والأراضي الفلسطينية والعراق وأفغانستان والسودان، كل ذلك يدفع بالأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم كله إلى حافة خطرة، ويعزز الكراهية والحقد، ويغذي التطرف والإرهاب».
هذا، ويتوقع المراقبون في العاصمة الروسية أن يبحث الرئيس المصري في زيارته، التي ستستمر ثلاثة أيام، العلاقات الثنائية بين الاتحاد الروسي وجمهورية مصر العربية، وكذلك الأوضاع الراهنة في فلسطين والعراق ولبنان والسودان.
ويتوقع كذلك بحث مسألة توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، اللذين يبلغ حجم التبادل التجاري السنوي بينهما ملياراً وثلاثمئة مليون دولار، وتوقيع اتفاقية لإنشاء منطقة اقتصادية حرة بين مصر وروسيا، وإنشاء ما تسمى بـ «الممرات الخضراء» لتسهيل تجارة المنتجات الزراعية بين البلدين.
وينتظر أن يجري مبارك لقاءات مع مديري المؤسسات الزراعية ومؤسسات الطاقة والتعدين وصناعة الطائرات في روسيا.
كما يتوقع أن تبحث مسألة التعاون في مجالي الغاز والنفط، وخصوصاً حول مشروعين: أولهما مد أنبوب لنقل الغاز، والثاني إنتاج معدات ثقيلة لاستخراج النفط والغاز، حسبما أكد السفير المصري لدى موسكو عزت سعد.
وتشير مصادر في العاصمة الروسية إلى أن ملف التعاون العسكري الفني بين البلدين سيحتل حيزاً مهما في المباحثات. ولكن «الموضوع النووي» لن يكون الأخير فيها بنظر المراقبين.
وكانت الأوساط الرسمية المصرية قد أعلنت أن القاهرة اتخذت قراراً ببناء أول محطة كهربائية نووية خلال العشر سنوات المقبلة. ومن الطبيعي أن يحاول مبارك جس نبض موسكو ثم بكين بالنسبة لمشاركتهما في بناء المحطة.
وفي هذا السياق، قالت هيئة الطاقة الذرية الروسية (روس أتوم) التابعة للدولة إنها تجري مناقشات أولية مع مصر.
وأكد الأمين العام لمجلس الأمن الروسي ايغور ايفانوف ليل الثلاثاء ــ الأربعاء اهتمام روسيا بالبرنامج النووي المصري. وقال“بالطبع لدينا اهتمام في هذا المجال... لروسيا إنجازات ملموسة للغاية وبعض التقنيات الهامة، خصوصاً في مجال السلامة الخاص بالطاقة النووية”. وأضاف: “أعتقد أن مصر ستعلن عن مناقصة دولية وأن روسيا ستنجح في حال توافر ظروف تنافسية”.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)