أكدت بريطانيا أمس الانفتاح على دمشق وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرة إلى أن زيارة موفد رئيس وزرائها طوني بلير إلى دمشق هدفت إلى إبعاد سوريا عن إيران، فيما أشارت الصحف البريطانية إلى أن وفد “حماس” موجود في لندن للترويج لعرض هدنة السنوات العشر. وأعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية أمس أن بلير أوفد كبير مستشاريه للشؤون الخارجية نايجل شاينوولد إلى دمشق هذا الأسبـــوع “لــــتقيـــيم رغبة ســــوريا في تبني موقف بناء أكثر في الشرق الأوسط”.
وأشار المتحدث إلى أن بلير طلب منه التوجه إلى المنطقة لمحاولة دفع مسار السلام قدماً. وقال إن “الأهمية التي يعلقها (بلير) على أن تسير الأمور قدماً صوب الاتجاه الصحيح في الشرق الأوسط لا تزال موجودة”. وأضاف: “من المهم أن نسعى للحصول على دينامية تذهب بالاتجاه الصحيح بالنسبة لمسار السلام بمجمله”.
وتابع المتحدث: “نعلم جميعاً أن سوريا تشكّل جزءاً من الواقع الميداني في الشرق الأوسط وتستطيع أن تؤدي دوراً بناء”. وأضاف: “نأمل بالطبع أن تؤدي دوراً بناء لكن بنتيجة الأمر، سيكون على الحكومة السورية أن تحدد ما تراه مصلحة سوريا”.
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” بأن بلير “يتمنى أن يستخدم محادثات القناة الخلفية لاختبار إذا كانت سوريا جادة بشأن السعي إلى أداء دور بنّاء في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط مع إسرائيل، ويريد أن يرى دمشق تعيد التفكير في تحالفها الوثيق مع إيران”، مشيراً إلى أنه وضع آمالاً كبيرة على الرئيس بشار الأسد الذي درس في بريطانيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن بلاده وبريطانيا “مستمرتان في الإصرار على قيام سوريا بتنفيذ كــــافة التزاماتها بموجب قرارات الأمـــــم المتـــــحدة المتعلقة بلبنان، كما أننا قلقون جداً من المعطيات التي تفيد بأن سوريا تسعى إلى زعزعة استقرار الحكومة اللبــــنانــــية المنــــتخـــــبة ديموقراطـــــياً”.
من جهة ثانية، أفادت صحيفة “الغارديان” بأن وفداً من “حماس”، يضم مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أحمد يوسف، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني سعيد أبو مسامح، يزور لندن حالياً.
وقال يوسف، في مقابلة مع الصحيفة: “سنرحب بالحوار مع طوني بلير ونريد أن نعمل معه ومع حكومته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونحن نوجه رسالة إلى الحكومة البريطانية بأننا نعرض هدنة لمدة 10 سنوات في مقابل إنهاء الاحتلال، ونأمل أن يعي الأوروبيـــون كــــذلك مفــــهوم الــــهدنة وأنــــها يمكن أن تصبح بديلاً من الاعتراف بإسرائيل”.
وأضاف يوسف أن “الجدال في الحق السياسي لأمة في الوجود يبدو طفولياً، فإسرائيل هي دولة الآن وجزء من الأمم المتحدة وهي واقع هناك ونتعامل معها كل يوم”، مشدداً على أنه “ليس هناك أي تأييد في غزة والضفة الغربية للاعتراف بإسرائيل وأنه لا يستطيع أن يعرض مثل هذا التغير في الوقت الراهن”.
وتابع يوسف: “لو فعلت ذلك لواجهت مصير مايكل كولينز”، في إشارة منه إلى الزعيم الجمهوري الإيرلندي، الذي اغتيل العام 1922 بسبب قبوله حل إقامة دولتين إيرلنديتين.
وقالت “الغارديان” إن وزارة الخارجية البريطانية استبعدت عقد أي لقاءات مع وفد “حماس” رغم أنها ساعدت في تأمين تأشيرات الزيارة. ونسبت إلى متحدث باسم الوزارة قوله إن وفد حماس “سيزور المملكة المتحدة لحضور مؤتمر خاص لن يحضره أي مسؤول حكومة، لأن سياستنا لم تتغير حيال حماس”.
(د ب أ، يو بي آي، أ ف ب)