مقديشو ــ الاخبار
يتجه الصومال إلى أتون حرب جديدة تهدد بإغراق البلاد بمزيد من الدماء، بعدما انهارت الجهود العربية والأفريقية في جمع طرفي النزاع على طاولة واحدة في الخرطوم، في إطار الجولة الثالثة من المفاوضات بينهما.
وقال سمير حسني، مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة العربية ورئيس وفدها المشارك إلى مفاوضات السلام في العاصمة السودانية، إن بيانا سيصدر اليوم عن الحكومة السودانية يتضمن الإعلان عن فشل عقد الجولة الثالثة من هذه المفاوضات بسب تمسك «المحاكم الإسلامية» بإبعاد كينيا عن رئاسة هذه المفاوضات، وإصرارها على المطالبة بانسحاب القوات الإثيوبية، بينما تمسكت الحكومة الصومالية بمشاركة كينيا، التي تترأس الدورة الحالية لمنظمة الإيغاد، إضافة إلى السودان، الرئيس الحالي للقمة العربية.
وأبلغ حسني، «الأخبار»، أن طرفي المفاوضات بحاجة إلى مزيد من الوقت للتحضير لاستئناف هذه الجولة، مشيرا إلى أنه لم يتم الاتفاق على موعد محدد لعقدها مجدداً. وأعرب عن أسفه لانهيار مفاوضات السلام الصومالية، محذرا من خطورة ذلك على الوضع السياسي والعسكري في الداخل الصومالي.
وحض حسني طرفي الأزمة على تفادي أي مواجهات عسكرية وضبط النفس وعدم القيام بأي عمل من شأنه تعريض عملية السلام المتعثرة بينهما للخطر.
وعلمت «الأخبار» أن وفد المحاكم الإسلامية، الذي يقوده رئيس مكتب العلاقات الخارجية فيها إبراهيم عدو، سيغادر الخرطوم اليوم عائدا إلى مقديشيو.
وكان عدو أعلن أمس رغبته في تأجيل هذه الجولة من المفاوضات بانتظار حل القضايا الخلافية.
وبعد يومين من المفاوضات الجانبية، أخفق الوسطاء فى إقناع أي من وفدي المحاكم أو الحكومة بالتراجع عن شروطه لاستئنافها. وطبقاً لما قاله ديبلوماسيون عرب، فإن انهيار المفاوضات قد ينذر بوقوع مواجهات دامية بين ميلشيات المحاكم الإسلامية وقوات الحكومة الصومالية في الداخل.
فى غضون ذلك، عسكرت قوات المحاكم الإسلامية على مقربة 30 كيلومترا فقط من بيداوة، حيث المقر المؤقت للسلطة الصومالية، وسط تهديدات صريحة أطلقها قادتها باحتمال شن هجوم مباغت لإخضاع المدينة لسيطرتهم.
وأجرت قوات المحاكم والقوات الحكومية اشتباكات بالذخيرة الحية بالقرب من بيداوة، ما أدى إلى نزوح مئات السكان إلى مناطق اكثر أمناً. وقال عثمان ابراهيم ادان، أحد سكان القرية، «لقد بدأ السكان في بوركاهابا الفرار ... وتوجهوا إلى مقديشو لأنهم يخشون من أن تبدأ الحرب في أي لحظة».
وقال السكان إن القوات الإسلامية المتمركزة في قرية موت موت المجاورة أطلقوا نيران المدفعية والقذائف المضادة للطائرات في الهواء رداً على إطلاق نار مماثل من بلدة دينوناي التي تسيطر عليها الحكومة.
وقالت الحكومة إن قواتها في بلدة دينوناي، على بعد نحو 22 كيلومتراً شرقي بيداوة، أطلقت الصواريخ ونيران المدفعية في استعراض للقوة لردع أي هجوم محتمل من الإسلاميين.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية في الحكومة الصومالية إسماعيل هوري بوبا، لوكالة «رويترز»، إن الحكومة الصومالية لم تعد تعتبر المحاكم الإسلامية شركاء في السلام وإن «ترجيحات وقوع الحرب أكثر من عدم وقوعها». أضاف إنه لا يعتبر عملية السلام ميتة، ولكنه أوضح «ما أقوله هو أن اتحاد المحاكم الإسلامية ليس شريكاً في السلام. ليس شريكاً في إحلاله».