تصاعدت حدة المواجهة بين الجمهوريين والديموقراطيين في الولايات المتحدة، قبيل بدء الانتخابات التشريعية النصفية التي تجرى في السابع من الشهر الحالي، وقد شكلت الحرب الاميركية على العراق بيضة القبان في لعبة التجاذبات بين التيارين المتنافسين.ويبدو ان الجمهوريين قد قرروا العودة الى تكتيك سبق ان اعتمد في الحملات، هو الرد على كل كلمة يقولها الديموقراطيون؛ فعقب تصريحات السيناتور الديموقراطي، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، جون كيري، الذي قال أمام حشد من الطلاب في لوس أنجليس: «يجب ان تدرسوا جيداً وتبذلوا جهداً لتدبر اموركم، وإلا فستنتهون في العراق»، رأى البيت الابيض ان كيري «يصب الزيت على النار» وحثه على الاعتذار. وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية طوني سنو: «إنها إهانة مطلقة».
وقال الرئيس جورج بوش، اثناء حملة في جورجيا، ان تصريح كيري كان «مهيناً وفاضحاً»، فيما اتهم زعيم الغالبية الحالية في مجلس النواب الديموقراطي جون بونر السيناتور بـ«قلة احترام» العسكريين واهانتهم.
غير ان كيري أكد انه لن يعتذر «على انتقاده للرئيس ولسياسته الواهنة». واردف قائلاً إن تصريحه «كان مزحة عفوية عن الرئيس وجمهوره لا عن القوات المسلحة».
وقال كيري، الذي يمثل ولاية ماساشوستس، في بيان، إن «الأمر يقرفني أن يكون هؤلاء الجمهوريون الذين لم يرتدوا يوماً الزي الرسمي لبلادنا، يكذبون ويشوهون بشكل فاضح وغير مبال ما يقوله المتمسكون بالزي الرسمي لأميركا».
وتتبادل ادارة الرئيس بوش الجمهورية والمعارضة الديموقراطية الاتهامات بعدم امتلاك خطة بشأن العراق؛ فبعد تصريحات بوش في آخر تجمع انتخابي حضره وقال فيه: «إذا استمعتم الى خطط الديموقراطيين للانتصار (في العراق)، فستجدون انهم لا يمتلكون خططاً»، سارع زعيم المعارضة هاري ريد إلى القول انه «يوم جديد من دون خطة، من دون نهاية» قريبة للحرب في العراق. وبلغت الحملة الانتخابية ذروتها مع تكثيف «الهجمات البريدية» حيث يلاحق المرشحون ناخبيهم من خلال الرسائل البريدية والالكترونية اضافة الى الاتصالات الهاتفية في محاولة لجذب اصوات الناخبين فرداً فرداً لتحقيق الفوز.
وذهبت الأمور أبعد من ذلك عبر تحديد اهتمامات الناخبين بدقة فائقة.
واكد متحدث باسم الحزب الجمهوري، داني دياز، انه قادر على «رصد ناخب محافظ حتى في الاحياء المعروفة بانها يسارية».
واستناداً الى المعطيات التي ترتكز غالباً على دراسات بسيطة تتعلق باستهلاك السلع، يتوقع الجمهوريون مضاعفة جهود التعبئة في الساعات الـ 72 التي ستسبق الانتخابات البرلمانية.
وتكشف هذه الدراسات ان حملة الاسلحة النارية اكثر ميلاً الى اليمين، في حين ان رواد مقهى «ستاربكس» يصوتون لمصلحة الاحزاب اليسارية.
وتعرف المعارضة ايضاً كيف يمكنها الاعتماد على منظمات موازية نافذة لإحراز تقدم؛
وقال متحدث باسم احدى هذه المنظمات لوكالة «فرانس برس» انها تملك 3.2 ملايين متطوع على استعداد للاتصال بالناخبين لحثهم على التوجه الى مراكز الاقتراع في الدوائر التي ستكون فيها المنافسة على اشدها.
كما انشأ الحزبان مواقع الكترونية ترمي للحفاظ على حماسة الناخبين.
في غضون ذلك، اظهر استطلاع أجرته «رويترز» ومؤسسة زغبي نشر امس ان الديموقراطيين يحققون تقدماً في الحملة الانتخابية الجارية يصل الى 12مقعداً من بين 15مقعداً يسيطر عليها الجمهوريون في مجلس النواب الاميركي (435 مقعداً).
وعلى الديموقراطيين ان يفوزوا بما يصل الى 15 مقعداً اضافياً لاستعادة هيمنتهم على مجلس النواب.
وبالنسبة الى مجلس الشيوخ على الديموقراطيين ان يحصلوا على ستة مقاعد على الاقل من اصل 33 شاغرة.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)