strong>يرفض الجمهوريون إعطاء سكان واشنطن حق اختيار نواب لهم، فهذه الأخيرة هي معقل للديموقراطيين. وإذا كان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون علّق لوحة تسجيل على السيارة الرئاسية تستنكر هذا الأمر، فإن خلفه جورج بوش حرص على إزالتها فور وصوله الى السلطة
يتوجّه كل الأميركيين في السابع من تشرين الثاني الجاري لاختيار ممثليهم في الكونغرس باستثناء سكان العاصمة الفدرالية، واشنطن، الذين لا يحق لهم انتخاب نواب أو أعضاء مجلس الشيوخ بموجب قرار اتخذ قبل أكثر من قرنين.
وظهرت مطالبات عديدة بإنهاء هذه المفارقة المخالفة للديموقراطية في وقت تشيد فيه الولايات المتحدة بأنها «أتاحت إجراء انتخابات حرة في العراق وأفغانستان»، لكن حتى الآن لم تتخذ أي مبادرة تسمح بوصول ممثل لواشنطن الى الكونغرس.
وقال النائب الجمهوري عن ولاية فيرجينيا، توماس دافيس، الذي أعدّ آخر مشروع قانون يتيح لسكان واشنطن اختيار نائبهم هم أيضاً، «من غير المبرر ألا يكون لسكان مدينة واشنطن، عاصمة العالم الحر، نائب في مجلس النواب».
وفي الواقع، فإن لواشنطن ممثلاً في الكونغرس هو الديموقراطية إليانور هولمز نورتون. لكن هذه «المندوبة» لا تملك عملياً حق حضور جلسات مجلس النواب، وفي مطلق الأحوال حق التصويت على القوانين.
وتشكل مدينة واشنطن غرابة إدارية، فهي تدعى منطقة كولومبيا، ولكنها ليست مدينة بالكامل ولا ولاية.
لكن واشنطن، التي تعد نحو 600 ألف نسمة، تضم عدد سكان أكبر مما في وايومينغ، ويوازي تقريباً عدد سكان فيرمونت، وهما الولايتان اللتان تتمثل كل منهما بعضوين في مجلس الشيوخ ونائب مثل كل الولايات الأميركية بغض النظر عن حجمها.
وقد بدأت مشكلة واشنطن عام 1800 عندما قرر البرلمانيون الأميركيون نقل عاصمة الولايات المتحدة من فيلادلفيا إلى واشنطن. ومنذ ذلك الحين، تقرر أن الدولة الفدرالية تتولى مباشرة إدارة هذا الكيان. وكان البرلمانيون يخشون آنذاك من أن يؤثر نواب واشنطن حيث يوجد مقر الكونغرس، بقوة على أعمال مجلسي النواب والشيوخ.
واستمر هذا الوضع، واضطرّ سكان واشنطن لأن ينتظروا حتى عام 1961 لكي يسمح لهم أخيراً بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، وهو ما بدأوا القيام به في مناسبة الانتخابات الرئاسية عام 1964.
ولم تؤدّ كل الاقتراحات لتغيير الوضع القائم ـ مثل الاقتراح الذي دعا الى جعل واشنطن الولاية الواحدة والخمسين في الولايات المتحدة تحت اسم نيو كولومبيا ـ الى نتيجة.
ومنذ عام 2000، تحمل السيارات المسجلة في واشنطن لوحات تسجيل تشجب «فرض ضرائب من دون تمثيل». وقد علق الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إحدى اللوحات على سيارة الليموزين الرئاسية عند انتهاء ولايته.
والجمهوريون سيخسرون كثيراً إذا تمكنت واشنطن من انتخاب نائب أو أعضاء في مجلس الشيوخ نظراً لأن المدينة، التي تعدّ 60 في المئة من السود، هي معقل ديموقراطي. وفي عام 2004، نال المرشح الديموقراطي الى البيت الأبيض جون كيري 89 في المئة من الأصوات في واشنطن، في أعلى معدل أصوات يناله في الولايات المتحدة.

(أ ف ب)