انطلقت المرحلة الثانية من مناورات «الرسول الأعظم» في إيران أمس بإطلاق دفعة من عشرات الصواريخ البالستية المطوّرة القادرة على حمل مئات الرؤوس الانشطارية، ومنها صاروخ «شهاب ـ 3»، الذي يبلغ مداه ألفي كيلومتر، ما يضع القواعد الأميركية في الخليج في متناوله، إضافة إلى إسرائيل وجنوب أوروبا.وأطلقت خلال المناورات، التي تجرى بمشاركة القوات البرية والبحرية والجوية التابعة للحرس الثوري، عشرات من صواريخ «شهاب ـ 2» و«شهاب ـ 3» و«ذو الفقار» و«سكود بي» و«فاتح ـ 110» و«زلزال».
وقال تلفزيون «العالم» الإيراني إن «الرأس العنقودي لشهاب ـ 2 قادر على نشر 1400 قنبلة صغيرة بقوة تدميرية هائلة». وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا السلاح في مناورات فعلية لا في إطار تجارب كما في السابق.
ووصف قائد القوة الجوية في الحرس الثوري اللواء حسين سلامي المناورات، التي ستستمر عشرة أيام وتجرى في 14 محافظة إيرانية، ولا سيما تلك المطلّة على الخليج وبحر عمان، بأنها «من أهم المناورات الصاروخية في العالم».
وقال اللواء سلامي «يتم للمرة الأولى في العالم عملية إطلاق مجموعة من الصواريخ المتنوعة وبفاصل زمني قليل، ما يدل على قدرة المتخصصين الإيرانيين على إنتاج أسلحة عسكرية متنوعة ومتطورة واستخدامها».
وأشار القائد العسكري إلى أن «استبدال رؤوس صواريخ شهاب برؤوس انشطارية هو أحد أهم التعديلات التي أدخلت على هذه الصواريخ»، موضحاً أنه بعد استبدال الرؤوس، فإن «صاروخ «شهاب 3» سيتمكن من تفجير المئات من القنابل العنقودية الصغيرة في منطقة الهدف».
وأعلنت موسكو أنها تراقب المناورات الإيرانية، إلا أنها استبعدت امتلاك الجمهورية الإسلامية القدرات التكنولوجية لإنتاج صواريخ بعيدة المدى.
وأوضح رئيس أركان الجيش الروسي يوري بالويفسكي «إذا تكلّمنا عن صواريخ باليستية عابرة للقارات، فإيران وفق معلوماتنا لا تملك القدرات التكنولوجية» الضرورية لتصنيع صواريخ مماثلة يصل مداها على الأقل إلى خمسة آلاف كيلومتر، حسبما نقلت عنه وكالة «إيتار ـ تاس».
وفي باريس، رأت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري أن إطلاق إيران صواريخ باليستية من طراز «شهاب ـ 3» أمر «مثير للقلق».
وقالت إليو ماري «المهم بالنسبة للأسلحة التقليدية أو النووية، هو مداها». وأضافت «هذا الأمر مقلق عندما يصدر عن بلد يمكن أن يثير شكوكاً حيال رغبته باحترام الاتفاقيات الدولية». كما أشار الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية جان فرانسوا بورو، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى أن مدى الصاروخ الإيراني يجعل منه «مسألة تعني الأوروبيين أيضاً».
وتأتي المناورات الإيرانية فيما بدأت الولايات المتحدة وخمس دول أخرى هي: أوستراليا، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا والبحرين الإثنين الماضي تدريبات بحرية لمكافحة انتشار الأسلحة النووية في الخليج، على مقربة من الشواطئ الإيرانية.
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية حديثاً جرى بين الرئيسين: الأميركي جورج بوش ونظيره الفرنسي جاك شيراك، أظهر فيه الأول تفهماً لعدوان إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلت الصحيفة تقريراً، عن محافل سياسية في فرنسا، يسرد تفاصيل القمة بين الرجلين، التي عقدت قبل خمسة أسابيع في نيويورك وتمحورت على المشروع النووي الإيراني، وورد فيه أن شيراك بدأ حديثه بسؤال: هل تبادر إسرائيل الى الهجوم على إيران؟ فردّ عليه بوش «لا يمكننا أن نستبعد ذلك تماماً». وأضاف «إذا ما حصل هذا، فإني سأتفهّمه». وهو ما فاجأ الضيوف الفرنسيين، وفقاً لما ورد في التقرير المذكور.
(الأخبار، أ ف ب)