القاهرة ــ خالد محمود رمضان
دخلت الولايات المتحدة أمس، للمرة الأولى، بقوة على خط قرار إحدى المحاكم العسكرية المصرية حبس عضو مجلس الشعب وابن شقيق الرئيس المصري الراحل أنور السادات، طلعت السادات، لمدة سنة، بعد محاكمته بتهمتي نشر شائعات كاذبة وإهانة القوات المسلحة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية شين ماكورماك، إن واشنطن تشعر بقلق بسبب الحكم بسجن سياسي مصري لإهانته القوات المسلحة، لكنه نفى في المقابل إمكان أن تؤثر هذه القضية في المعونات الأميركية العسكرية والاقتصادية التي تتلقّاها مصر وتقدر بأقل من ملياري دور أميركي سنوياً.
وسُئل ماكورماك “هل سيؤثر الحكم بسجن طلعت السادات في المعونات الأميركية إلى مصر؟” فأجاب: “لا أظن هذا. لم أسمع أحداً يتحدث عنه”.
ومصر هي أكبر متلقّ للمعونات الأميركية بعد إسرائيل والعراق، إذ تشير الإحصائيات إلى أنها حصلت منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل على أكثر من 60 مليار دولار من هذه المساعدات.
وقال المتحدث الأميركي “إننا نشعر بقلق بالغ لإدانة الحكومة السيد السادات والحكم عليه بالسجن من محكمة جنائية لتعبيره عن آرائه”، مضيفاً: “إن أساس المجتمع الديموقراطي هو الحق في حرية التعبير، ومن ذلك الحق في انتقاد الحكومة، ويشمل هذا قواتها المسلّحة”.
وترددت أمس معلومات غير رسمية عن اتجاه عائلة السادات إلى التقدم بالتماس الى الرئيس حسني مبارك للإفراج عن طلعت، كما تحدثت بعض المصادر عن تسفيره خارج مصر بعد إطلاقه، بحجة تلقّي العلاج، حتى تنتهي رسمياً مدة العقوبة الصادرة في حقه. كما تحدثت مصار عن توقعات إبطال نيابة طلعت السادات الشهر المقبل.
وقضت محكمة عسكرية مصرية أول من أمس بحبس السادات بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه.
لكن ماكورماك رأى أن الاتهامات التي ساقها السادات ضد الولايات المتحدة “بالتورط في مصرع عمه فظيعة وخاطئة، لكن في رأينا أنه لا تجوز محاكمته لكونه عبّر عن آرائه”.
وتابع ماكورماك أن “الحكومة المصرية تعرف موقفنا بشأن هذه المسائل. وسنستمر في التحدث معهم عنها لأنها أمور مهمة، لكن في نهاية المطاف يتعين على الحكومة والشعب المصري الاتفاق على التغييرات والإصلاحات السياسية التي ستحكم الحياة السياسية اليومية”.
واتهم السادات في سلسلة من المقابلات التلفزيونية والصحافية قادة عسكريين مصريين في إطار مؤامرة مزعومة أميركية وإسرائيلية، بالتورط في اغتيال عمه عام 1981، مثيراً بذلك عاصفة سياسية وجدلاً لم ينته حتى بين أفراد عائلة السادات أنفسهم.
وتدين واشنطن بصورة منتظمة انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، لكنها تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الرئيس حسني مبارك، أحد اقرب حلفائها العرب.