strong>موسكو ــ الأخبار
بوتين يدعو إلى ضم مصر إلى “الرباعية” ومبارك يشيد بأنظمة الدفاع الجوي الروسية

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيره المصري حسني مبارك في موسكو أمس، إلى ضم مصر إلى اللجنة الرباعية الدولية (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، وذلك بعدما عرض معه الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى الجهود المصرية للخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية وإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، إضافة إلى مناقشة الملف النووي الإيراني، والأوضاع في العراق والسودان ولبنان وفلسطين.
وأطلع مبارك نظيره الروسي بالتفصيل على مضمون المبادرة المصرية الجديدة للإفراج عن الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، وتأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وكذلك استئناف الحوار الإسرائيلي ــ الفلسطيني على أعلى المستويات.
في المقابل، أطلع بوتين مبارك على تطورات الدور المتزايد، الذي تؤديه القيادة الروسية، بناءً على طلب شخصي تقدّم به إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، للمساهمة في الإفراج عن الجندي الأسير.
وأشار الرئيس المصري، في مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس الروسي، إلى أن التعاون مع الاتحاد الروسي بلغ الآن ذروته، فيما أشار بوتين إلى أن «مصر ستبقى من أولويات السياسة الخارجية لروسيا، ومن أهم شركائنا في العالمين العربي والإسلامي».
ودعا بوتين إلى ضم مصر إلى اللجنة الرباعية، مشيراً إلى أن «القيادة المصرية تستطيع تقديم مساعدة لا تقدر بثمن في ترتيب الاتصالات بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وقال «لدى بلدينا بالفعل مجال واسع للتعاون لمزيد من تطوير الشراكة في الأعمال والتجارة والسياسة الخارجية».
وحظي الرئيس المصري في الكرملين باستقبال “صديق قديم”. وقال بوتين، لدى استقباله مبارك، “إننا سعداء حقيقةً بزيارة أصدقائنا القدامى لروسيا”. وأضاف “إن مصر شريك تقليدي ومقرب جداً”.
وخيمت على زيارة الرئيس المصري أجواء من الحنين، الذي عمّ المسؤولين الروس والمصريين، وشدهم إلى زمان علاقات الصداقة الوطيدة، التي كانت تربط بين الاتحاد السوفياتي والجمهورية العربية المتحدة، والتفهم المتبادل بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف، الذي جرى في عهده إبرام صفقة الأسلحة التشيكية إلى مصر عام 1955، وهو ما سمح آنذاك للاتحاد السوفياتي بتثبيت موقعه كدولة عظمى ولمصر الطرية العود بالصمود في وجه الضغوط الأميركية آنذاك.
وقد شهدت العلاقات السوفياتية المصرية مراحل تقهقر، حتى أمر الرئيس المصري الراحل أنور السادات بطرد الخبراء السوفيات من مصر عام 1972، وذلك ما أدى في ما بعد إلى انحسار نفوذ موسكو في الشرق الأوسط، وإلى عزلة مصر وتغيير قوانين اللعبة والمعادلات في الشرق الأوسط.
وقد تأتي هذه الزيارة لاستعادة شيء من وهج العلاقات المنصرمة. وتعتقد مصادر الكرملين بأن استعادة روسيا لموقعها كدولة عظمى حقيقية لن يتم من دون تثبيت أقدامها من جديد في الشرق الأوسط، وأن المارد الروسي لن يقف على قدميه إذا لم تفتح البوابة المصرية له الطريق من جديد إلى العالم العربي، ما سيسمح لموسكو بالتكلم مع واشنطن من موقع المساواة.
وترى صحيفة “كوميرسانت” أن حسني مبارك يراهن على فلاديمير بوتين شخصياً في تحقيق أهدافه السياسية، ولم تكن مصادفة دعوته إلى بقاء بوتين في الحكم لفترة رئاسية ثالثة.
وتشير صحيفة “فريميا نوفوستيي” إلى أن علاقات روسيا مع العالم العربي تدخل الآن مرحلة جديدة؛ فبينما كان يجرى تسييس العلاقات السوفياتية ـــ العربية وتغليب الإيديولوجيا فيها على النفع الاقتصادي، يتم في عهد بوتين الانطلاق من الاقتصاد لدعم السياسة. وفي ضوء ذلك، يمكن تفسير حجم الوفد الحكومي الاقتصادي الضخم، الذي رافق مبارك في زيارته.
وبالفعل خصص وقت كبير من مباحثات وفدي البلدين لمناقشة الشؤون الاقتصادية، واتفق الرئيسان على إقامة منطقة صناعية روسية خاصة في مصر.
وشارك رئيس المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والفني ميخائيل دميتريف، وهي الهيئة التي تشرف على صادرات الأسلحة والتقنية العسكرية الروسية، في جزء من المباحثات بين بوتين ومبارك خلف الأبواب المغلقة، حيث “لم يدر الحديث حول المومياءات، بل تمت على الأرجح مناقشة مسألة شراء الجانب المصري لطائرات ميغ ـــ 29 الحديثة”، حسبما ذكرت صحيفة “إزفيستيا”.
وفي حديث إلى صحيفة “فريميا نوفوستي”، أشاد مبارك بأنظمة الدفاع الجوي الروسية “الأفضل في العالم”، وأيضاً بالمطاردات الروسية.
وقد تثير هذه الزيارة قلق واشنطن، التي لا تؤيد مبيعات الأسلحة الروسية لزبائن جدد.
وعلّقت صحيفة “فريميا نوفوستي” على الزيارة قائلة “إن مرحلة جديدة تبدأ في العلاقات بين روسيا والعالم العربي”.