strong> بغداد «تستنفر» قواتها استعداداً للنطق بالحكم على صدام حسين
يبدو أن زيارة مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي ستيفين هادلي المفاجئة الى بغداد الإثنين الماضي، لم تحقق مقصدها الأميركي، فأعقبتها أمس زيارة، مفاجئة أيضاً، لمدير الاستخبارات الوطنية جون نيغروبونتي، في محاولة للملمة الفشل في العراق وإخراج واشنطن من المأزق قبل أيام من الانتخابات النصفية الأميركية، وذلك في ظل الجدل حول التوتر بين رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والإدراة الأميركية.
وأعلن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء العراقي أن نيغروبونتي التقى المالكي في مكتبه في بغداد أمس، حيث جرى «بحث آخر المستجدات على الساحة السياسية في العراق».
وأفاد المكتب، في بيان، أنه تم «التأكيد على ضرورة جهوزية القوات المسلحة العراقية وأهمية بنائها من ناحية العدد والعدة لتكون مؤهلة لاستلام الملف الأمني». وأضاف أنه «تمت أيضاً مناقشة طبيعة الأبعاد السياسية في المشكلات الأمنية التي يواجهها العراق». وتابع ان «نيغروبونتي جدد تأكيده على دعم الإدارة الأميركية والرئيس (الأميركي) جورج بوش للحكومة العراقية».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس أنها قررت استدعاء كافة ضباطها والمنتسبين اليها للالتحاق بمراكز عملهم وإلغاء جميع الإجازات، وذلك قبيل انعقاد جلسة النطق بالحكم على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في قضية الدجيل غداً، بالرغم من أنه من غير المؤكد صدور الحكم في هذه الجلسة.
وأشارت الوزراة الى أنها «وضعت كل قطاعاتها في حالة إنذار، ووضعت في حالة استعداد كامل لأي طارئ يرافق جلسة النطق بالحكم على الرئيس المخلوع».
وقد يتمّ تأخير جلسة المحكمة لمدة أسبوع أو أسبوعين، إلا أن المرجح أن القاضي الكردي رؤوف رشيد عبد الرحمن سينهي المحاكمة غداً، بعد أكثر من عام على بدئها في 19 تشرين الأول 2005.
وكان رئيس الادّعاء العام في قضية الدجيل جعفر الموسوي قد قال أول من أمس إن الحكم في هذه القضية قد لا يصدر غداً إذا لم تستكمل الإجراءات اللازمة.
وذكر بيان لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع أمس أن الهيئة طالبت بتأجيل المرافعة الى موعد لاحق «لغرض فسح المجال أمام المحامين لتلاوة مرافعاتهم وتدقيقها من قبل المحكمة لاستكمال إجراءات ملف القضية».
وقالت هيئة الدفاع، في البيان، «إننا واثقون من براءة الرئيس صدام حسين ولا نقبل بأقل من ذلك»، معتبرة أن استئناف جلسة قضية الدجيل غداً يعود «لأسباب سياسية معروفة».
ميدانياً، قتل ستة أشخاص في هجمات متفرقة في العراق أمس، بينهم مؤذّن مسجد سنّي في كركوك وشيخ عشيرة شيعية جنوبي بغداد، فيما أعلن الجيش الأميركي أمس عن مقتل سبعة من جنوده في العراق أول من أمس، ثلاثة في بغداد وأربعة في محافظة الأنبار الغربية.
كما تم العثور على نحو 60 جثة خلال اليومين الأخيرين في أنحاء متفرقة من بغداد، بينها جثة صحافي مستقل كان قد خطف الشهر الماضي.
وذكر الجيش الأميركي، في بيان أمس، أنه قتل 13 «إرهابياً» أحدهم يرتدي حزاماً ناسفاً، خلال معارك اندلعت أثناء مداهمات في منطقة المحمودية جنوبي بغداد فجر أمس.
الى ذلك، أعلن الناطق باسم قوات الاحتلال في جنوب العراق، تان دنلوب، أمس عن تعرض قاعدتين بريطانيتين في مدينة البصرة، جنوبي العراق، ليل أول من أمس وصباح أمس إلى هجومين بقذائف الهاون وصواريخ «الكاتيوشا»، فضلاً عن انفجار عبوة ناسفة بدورية بريطانية.

من ناحية أخرى، أعلنت «جبهة التوافق» العراقية التي يتزعمها عدنان الدليمي أن «تلويح قادة الجبهة بالانسحاب من الحكومة جاء لإشعار الشركاء السياسيين بأن هناك مواطن خلل في العملية السياسية وقصوراً في أدائها».
وقال المتحدث الرسمي للجبهة، سليم عبد الله، في تصريح صحافي امس، أن «مواطن الخلل تكمن في أن الحكومة لم تعد تولي أي اهتمام لما تقدمه جبهة التوافق من مقترحات من أجل حل المشكلة الأمنية، وتحديداً مسألة حل الميليشيات وإحداث توازن في المؤسسات الأمنية». وأشارت الى أن الجبهة «لديها مقترحات بصدد حل المشكلة الأمنية، لكنها تحتاج الى تفهم من قبل الأطراف السياسية الأخرى ويمكن أن تقدم على شكل مشروع الى مجلس النواب».
وأبدى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في باريس أمس، «تفاؤله» بقدرة الحكومة العراقية على احتواء العنف الذي تعانيه البلاد.
وقال زيباري، للصحافيين، على هامش زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني لفرنسا، إن «لدى الحكومة خطة للمصالحة الوطنية، ونحن متفائلون بقدرتنا على احتواء موجة العنف هذه».
على صعيد آخر، طلبت إحدى الجماعات في العراق مبلغ 250 ألف دولار لإطلاق الجندي الأميركي المحتجز، أحمد الطائي، ما أثار المخاوف من أنه قد يكون فارق الحياة.
وأفادت مجلة «تايم» أن طلب الفدية نقل، في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى انتفاض قنبر، خال الطائي، وهو أميركي من أصل عراقي، عبر وسيط في العاصمة بغداد. وأوضحت أن قنبر، وهو مسؤول في وزارة الدفاع العراقية، يرى أن مبلغ الفدية «قليل بالنسبة إلى جندي أميركي»، ما يثير الشك في أن ابن شقيقته لا يزال على قيد الحياة.
وأبلغ قنبر، وهو المتحدث السابق باسم «حزب المؤتمر الوطني العراقي» بزعامة أحمد الجلبي، وكالة «فرانس برس»، الخاطفين أنه يرفض البحث في قيمة الفدية قبل أن يطّلع شخصياً على ما يثبت أن قريبه لا يزال على قيد الحياة، فيما أشار الى أن الخاطفين «هم من البعثيين». وحدد ظهر اليوم موعد استلام هذا الدليل.


قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أمس إن الولايات المتحدة وحلفاءها «لم يتوقّعوا» مستوى العنف المتصاعد وأعمال القتل الطائفية في العراق.
ورأت بيكيت أن «الموقف الأمني في العراق خطير جداً، والقوات الأميركية والبريطانية تبذل جهوداً كبيرة للسيطرة على العنف».