موسكو تقترح تعديلات على مشروع القرار الأوروبي
استأنفت قوات الحرس الثوري الإيراني أمس مناورات «الرسول الأعظم»، التي كانت قد بدأتها أول من أمس، حيث أطلقت بنجاح دفعة ثانية من صواريخ «شهاب 2» وصواريخ بر ـ بحر يصل مداها إلى 170 كيلومتراً، ما يتيح للقوات الإيرانية السيطرة التامة على كافة مياه الخليج وجزء كبير من بحر عمان، في وقت اقترحت موسكو إجراء تعديلات أساسية على مشروع القرار الأوروبي الذي يلحظ فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقال نائب قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الجنرال علي فدوي أمس «اختبرنا بنجاح أنواعاً عدة من صواريخ بر ـ بحر وبحر ـ بحر، منها الكوثر ونور ونصر». وأضاف «لقد أدخلنا تحسينات على مدى صواريخنا، الذي زاد من 120 كيلومتراً الى 170 كيلومتراً، وباتت صواريخنا تطال كل منطقة الخليج الفارسي (العربي) ومضيق هرمز وجزءاً كبيراً من بحر عمان».
وأظهر التلفزيون الإيراني صوراً للصواريخ البعيدة المدى «نور» والمتوسطة المدى «الكوثر» و«نصر» وهي تصيب أهدافاً في البحر.
وأعلن وزير الدفاع الإيراني اللواء مصطفى نجار أمس أن طهران ستجري خلال المناورات، التي تستمر ثمانية أيام إضافية، «اختباراً على أحدث وأهم إنجازاتها العسكرية، ولا سيما اختبار صواريخ بر ـ بحر، وبحر ـ بحر، بالإضافة الى الطوربيدات البحرية والغواصات والسفن الحربية والأجهزة الإلكترونية المعقّدة كالرادارات وغيرها من التقنيات المستخدمة في المعارك الجوية الحديثة والذكية».
وتشكك نجار، خلال زيارة تفقدية الى مصانع وزارة الدفاع والصناعات العسكرية، بجدوى الحظر النووي والصاروخي على إيران.
في غضون ذلك، اقترحت موسكو أمس إجراء تعديلات مهمة على مشروع القرار الأوروبي الذي يلحظ فرض عقوبات على إيران لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، كما أفاد دبلوماسيون.
وقال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، إثر اجتماع مع نظرائه في الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، «اقترح الروس تعديلات أساسية، وقررنا إحالتها على عواصمنا وسنلتقي، مجدداً على الأرجح، الأسبوع المقبل».
وإذ أشار الى الطابع «الموسع» للتعديلات التي طلبتها موسكو من دون أن يوضح ماهيّتها، أوضح بولتون أن الولايات المتحدة ستدلي أيضا باقتراحات لتحسين النص.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن في وقت سابق، في بروكسل أمس، أن بلاده مستعدة لاتخاذ تدابير «معقولة» بحق إيران، لكنه لفت الى أن «اقتراحات الأوروبيين تذهب أبعد من ذلك».
وفي السياق، دعا وزير الدفاع الاسرائيلي عامير بيرتس أمس المجتمع الدولي الى «الاستنفار للتصدي للبرنامج النووي الإيراني». وأصدر بيرتس بياناً، عقب لقائه نظيره الألماني فرانتس يوزف يونغ في تل أبيب، رأى فيه أن إيران «تحدّت العالم بأسره الخميس الماضي، ومن المستحيل تجاهل ذلك»، في إشارة الى إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأضاف البيان «لا أشك أن وزير الدفاع الألماني يفهم أننا لا نستطيع أن نكون غير مبالين، في حين تسعى ايران الى الحصول على السلاح النووي، علماً بأن عقيدتها الرسمية هي الدعوة الى تدمير اسرائيل».
(الأخبار، أ ف ب رويترز، أ ب)