strong>صدر حكم الإعدام على صدام حسين، على أن تبدأ اليوم إجراءات الاستئناف أمام محكمة التمييز التي يتوقع أن تؤيد الحكم. لكن هذه الإجراءات قد تمتد إلى شهور، فهل تتغير الأحوال خلال هذه المدة ويختفي حكم الإعدام، أم أن العرب سيشهدون إعدام أول رئيس عربي امتد حكمه عشرات السنين؟!
أصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس، أحكاماً بالإعدام شنقاً على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين واثنين من المسؤولين السابقين في نظامه بعد إدانتهم بالمسؤولية عن مقتل 148 قروياً في قرية الدجيل الشيعية شمالي بغداد وتهجير مئات آخرين إلى صحراء ليا جنوبي العراق، على خلفية تعرّض موكب الرئيس المخلوع عام 1982 لمحاولة اغتيال في القرية المذكورة.
واستهلّ رئيس المحكمة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن جلسة النطق بالحكم باستدعاء المتهم محمد عزاوي علي، أحد أعضاء «حزب البعث» المنحلّ في قرية الدجيل، وأصدر حكماً ببراءته لعدم كفاية الأدلة ضده وأمر بالإفراج عنه فوراً.
ثم أمر القاضي باستدعاء المتهمين عبد الله كاظم رويد وابنه مزهر عبد الله كاظم رويد، وعلي دايح علي الى قاعة المحكمة ليعلن الحكم على كل منهم بالسجن 15 عاماً بتهمة ارتكاب جرائم «القتل العمد».
وجاء بعد ذلك دور نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ليمثل أمام المحكمة التي حكمت عليه بالسجن مدى الحياة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، مع أن المدعي جعفر موسوي كان قد طلب الإعدام له. وناقش رمضان القاضي في حيثيات هذا الحكم الذي رآه مجحفاً، وقال «كنت أعرف منذ البداية أن هذه المحكمة لن تبرئني ولا تنهيني، وهو شيء في يد الله سبحانه وتعالى وبيد المجاهدين».
ثم مثل رئيس محكمة الثورة المنحلة عواد حمد البندر أمام المحكمة التي حكمت عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد ردد هتافات « الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر على الظالمين، الله اكبر على كل الخونة»، قبل أن يطرد من القاعة.
وجاء بعد ذلك دور صدام، الذي اخذ موقعه جلوساً على كرسيه المعتاد في قفص الاتهام. إلا أن القاضي طلب منه الوقوف للاستماع إلى الحكم الصادر في حقه. وبعد تردد ورفض، وقف.
وعندما نطق القاضي بعبارة الحكم بالإعدام «شنقاً حتى الموت» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قاطع صدام القاضي بالهتاف «الله أكبر، الموت للعملاء والخونة، الموت للغزاة، عاش الشعب العراقي».
وحاول الرئيس العراقي المخلوع مراراً مقاطعة القاضي عند النطق بالحكم، مردّداً «عاش العراق، عاش الشعب العراقي، الله اكبر من المحتلين». واقتاده اربعة حراس إلى خارج قاعة المحكمة وقد قيّدت يداه وراء ظهره.
وحكم على صدام كذلك بالسجن عشر سنوات لإدانته بارتكاب «جريمة ضد الانسانية» اي التعذيب، وعشر سنوات اخرى لـ«تهجيره سكان».
وكان برزان إبراهيم التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع، آخر من مثل أمام المحكمة، مستهلاًّ دخوله إلى قفص الاتهام بالهتاف «عاش العراق، عاشت الأمة، عاش البعث».
وحكمت المحكمة، التي تعقد جلساتها في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، بالإعدام على برزان.
واستغرقت الجلسة اقل من اربعين دقيقة. وعقدت في ختام محاكمة استمرت من 19 تشرين الأول 2005 الى السابع والعشرين من تموز الماضي.
ورغم صدور الحكم بالإعدام على صدام، ينصّ نظام المحكمة على استئناف الحكم آلياً إذا كان الإعدام أو السجن المؤبد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إرجاء تنفيذ الحكم اسابيع أو أشهراً.
وسارع قاضي التحقيق في المحكمة الجنائية العليا رائد جوحي، بعيد الجلسة، الى الإعلان عن أن إجراءات استئناف حكم الإعدام ستبدأ اليوم.
ورأت هيئة الدفاع أن الحكم بالإعدام كان «سياسياً وغير قانوني»، مشيرة الى أنها لا تتوقع أن يطرأ أي تغيير على الحكم في الاستئناف.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)


طرد كلارك
بعيد بدء الجلسة، طرد القاضي من المحكمة وزير العدل الأميركي الاسبق رامزي كلارك بعدما قدم مطالعة للقاضي اعتبرها الاخير مهينة. وقال القاضي «لقد جئت الى العراق لتسخر من الشعب العراقي». وكان كلارك انتقد توقيت اصدار الحكم قبل يومين من الانتخابات التشريعية في الولايات المتحدة.
(أ ف ب)