strong>بغداد الرسمية رحبت بحكم الإعدام على صدام. لكن المواقف الشعبية تناقضت بين منطقة وأخرى. إلا أن ما هيمن على العراق أمس كان مشهد مواطنين فرحين لأن المحكمة انتقمت لـ«عذاباتهم» على يد النظام السابق
تلقى العراقيون أمس نبأ إصدار حكم الإعدام في حق رئيسهم المخلوع، الذي حكمهم على مدى عقود، بمشاعر تفاوتت بين منطقة وأخرى. كما تناقضت، بشكل عام، بين الشيعة والسنة، حيث تظاهر الأوائل ابتهاجاً بالحكم، في مقابل استياء لدى بعض صفوف السنّة.
ورأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن حكم الإعدام، الذي صدر في حق صدام، هو حكم على «حقبة مظلمة». وقال المالكي، في كلمة موجهة الى الشعب العراقي، إن حكم الإعدام هو «انتصار لضحايا شهداء مجزرة الدجيل».
ورفض الرئيس العراقي جلال الطالباني، الذي يزور فرنسا، التعليق على حكم الإعدام، لكنه رأى أن مسار المحاكمة كان «عادلاً»، حسبما أعلن المتحدث باسمه لوكالة «فرانس برس».
ورأى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في حديث الى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن صدور الحكم «سيساعد في عملية المصالحة لأن صدام حسين مسؤول عن زرع بذور الانقسام الطائفي والعرقي داخل المجتمع».
وتباينت آراء السياسيين العراقيين والأحزاب والجماعات حيال إصدار حكم الإعدام في حق صدام.
ودعا «الحزب الإسلامي العراقي» الى عدم استثمار محاكمة صدام «سياسياً لإلهاء الشعب»، وتساءل ما إذا كان «النظام الجديد قدم نموذجاً متميزاً أفضل» من النظام السابق.
وقال النائب عن قائمة «الائتلاف العراقي الموحد» حسن السنيد إن حكم الإعدام هو «فرصة للجماعات المسلحة للّحاق بركب العملية السياسية الجارية في العراق».
ورأى النائب عن «جبهة التوافق العراقية» وعضو «الحزب الإسلامي» عبد الكريم السامرائي أن «توقيت صدور حكم المحكمة وتوظيف إجراءاتها وقرارها لم يكن مناسباً».
على الصعيد الشعبي، استقبل الشيعة والأكراد العراقيون حكم الإعدام بابتهاج وعمّت مدنهم تظاهرات الترحيب، حيث زغردت النسوة وأطلق الرجال الأعيرة النارية في الهواء احتفالاً، في المدن ذات الغالبية الشيعية. في حين سجلت تظاهرات احتجاج على هذا الحكم في المدن السنية.
وتظاهر آلاف العراقيين في مدن بغداد والكوت والعمارة والنجف والبصرة ابتهاجاً بصدور الحكم. وأفاد مراسل «فرانس برس»، أن المتظاهرين كانوا يرقصون في شوارع مدينة الصدر شرق بغداد.
وقال محمد عبد الجابر، وهو عامل عمره 40 عاماً في مدينة البصرة الجنوبية «لقد سرق 15 عاماً من عمري في السجن باتهامات ملفقة».
وفي النجف، وبعد سماعها الحكم، قالت أم حسين (ربة منزل) وهي تنتحب، «لقد أقامت المحكمة العدل لمصلحة ابني الذي قتله صدام».
كذلك، أعرب العراقيون الأكراد عن سرورهم بصدور حكم الإعدام على الرئيس العراقي المخلوع في قضية الدجيل، لكنهم طالبوا بتنفيذه بعد صدور الحكم في قضية حملة الأنفال ضد الأكراد عام 1988.
وفي أحد المقاهي في السليمانية، حيث كان جمع من الأكراد يشاهد التلفزيون، قال زوان أنور إن «صدام وبرزان (التكريتي) و(عواد) البندر يستحقون عقوبة الإعدام، وهذا أقل شيء عما ارتكبوه طوال أكثر من ثلاثين عاماً من الجرائم». وأضاف أن «صدام كان يرتكب ممارسات غير إنسانية وبشعة ضد الشعب الكردي في كردستان والشيعة في الجنوب».
وفي المقابل، تظاهر مئات من سكان بلدة الدور السنّية قرب تكريت، معقل الرئيس العراقي المخلوع، احتجاجاً على حكم الإعدام، معتبرين أن المحكمة غير شرعية. كما تظاهر المئات في بيجي وتكريت احتجاجاً على الحكم.
وقال محمد الدليمي، وهو من زعماء العشائر في الرمادي ذات الأغلبية السنّية، «سيفاقم الحكم ضد الرئيس صدام الأمور أكثر فأكثر». وأضاف «سيظل صدام رمزاً لجميع العراقيين لأنه رفض الرضوخ للأميركيين».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، أ ب)