توالت ردود الفعل العربية والدولية على إصدار حكم الإعدام على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، إلا أن ردَّي الفعل الإيراني والكويتي كانا أكثر التصاقاً بالمسألة التي قد لا يختلف فيها الإيرانيون والكويتيون عن الشعب العراقي ذاته؛ فللدولتين تاريخ ماض مع صدام، الذي دخل في حرب مع إيران، بدعم من الغرب، دامت ثماني سنوات، كما احتل الكويت عام 1991، فضلاً عن أن للدولتين دعوات ضد صدام، يجب أن تبحث، من حيث المبدأ، في محاكمات أخرىوقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني إن «جمهورية إيران الإسلامية إذ تذكر الجرائم غير الإنسانية التي ارتكبها صدام وحلفاؤه ضد شعوب العراق وإيران والكويت وضرورة الحفاظ على حقوق هذه الشعوب، ترحب بالحكم».وكان حسيني قال، في وقت سابق أمس، قبل الإعلان عن الحكم، إن «الإعدام هو العقوبة الأدنى التي يمكن إصدارها بحق صدام حسين». وأضاف: «لكن هذا لا يعني أنه لا يجب التحقيق في الجرائم الأخرى لصدام، ولا سيما الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب مع إيران».
وأوضح المتحدث: «حتى لو أن صدام والمتواطئين معه هم العملاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم، يجب ألا ننسى أن حماة صدام الغربيين هم الذين مهدوا الطريق لاقتراف هذه الجرائم من خلال دعمه». وذكّر بأن إيران رفعت شكوى على الرئيس العراقي المخلوع بسبب الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب»، مضيفاً: «لقد وعدونا بالنظر في الشكوى لكن خلال محاكمة ثانية».
وأعلن حسيني، من جهة أخرى، أن إيران على استعداد لبحث طلب من الولايات المتحدة للحوار في شأن العراق. وأوضح المتحدث الإيراني أنه «إذا تلقينا طلباً رسمياً (من الولايات المتحدة) فإننا سنكون على استعداد لبحثه». وأضاف: «في الوقت الحالي يتحدث بعض المسؤولين العراقيين والأميركيين عن مثل هذا الحوار. وإذا تلقينا طلباً كهذا فسنبحثه من جديد»، في إشارة إلى محاولة أولى للحوار جرت في الربيع الماضي وباءت بالفشل.
إلا أن حسيني أكد أن «موقف إيران من العلاقات الثنائية لم يتغير»، وهو ما يعني رفض حوار عن العلاقات بين البلدين. وأضاف: «أعلنا جلياً استعدادنا لدراسة طلب حوار في شأن القضايا الإقليمية».
أما في الكويت، فأعرب المواطنون عن ابتهاجهم وارتياحهم بالتصفيق وإطلاق الزغاريد لدى صدور حكم الإعدام على صدام الذي غزا بلدهم واحتلها قبل 16 سنة.
ورفعت الحكومة الكويتية دعوى ضد صدام للجرائم التي ارتكبت خلال سبعة أشهر من احتلال القوات العراقية، التي أخرجت من الكويت بعد تأليف تحالف دولي.
(أ ف ب، رويترز)