القنيطرة ــ إبراهيم عوض
كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس أن الرئيس بشار الأسد أبلغ الوفد البريطاني الذي التقاه قبل أيام أن سوريا “مع أي اتفاق يتوصل إليه اللبنانيون حتى ولو اتفقوا على معاداة سوريا”، وذلك تأكيداً منه على أن الوفاق بينهم هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية في ما بينهم.
وقال المعلم، في ندوة صحافية عقدت بعد افتتاح أعمال الملتقى الإعلامي الدولي الأول تحت عنوان “الجولان بوابة السلام” في القنيطرة أمس، إنه “توجد الآن نافذة ضيقة من أجل السلام، ولدى هذه النافذة مهلة زمنية محددة”، معتبراً أنه من المستحسن الإفادة منها وتوسيعها. وأشار في الوقت نفسه إلى أن جدول أعمال الإدارة الأميركية خالٍ من بند السلام، ومنطقها يعتمد على الحروب، والأمثلة على ذلك واضحة في العراق وغزة ولبنان.
وشدد المعلم أن “قضية الجولان تحتل الصدارة في السياسة الخارجية السورية”، مشيراً الى أنه “لدى تعيينه وزيراً للخارجية في الحكومة الحالية أوصاه الأسد بالاهتمام بالجولان ثم الجولان ثم الجولان”.
وشدد المعلم على أن “سوريا تسعى من أجل السلام، ومن يقرأ المقابلات الصحافية التي أجراها الرئيس الأسد أخيراً يدرك هذا التوجّه”، محذراً من أنه في حال الإخفاق من دون تحقيق هذا الهدف، فإن لا خيار آخر أمام سوريا سوى الدفاع عن كرامتها. وذكر بأنه قال لرئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك في إحدى مراحل المفاوضات إنه “ينام ويحلم بخط الرابع من حزيران”، مكرراً القول إن “سوريا ستدافع عن أرضها وتعمل على تحريرها في حال انتفاء فرص السلام”.
وقال وزير الخارجية السوري إن اتصالات الأوروبيين مع سوريا تكثّفت في الآونة الأخيرة بعدما أقروا بصحة مواقفها “وقد أبلغناهم بأن عليهم التعاون معنا لوضع حد للهمجية في الإدارة الأميركية”، التي اتهمها بمنع إسرائيل من التفاوض مع سوريا، مشدداً على أن “الشعوب لا يمكن أن تنتظر الى الأبد، وحين تفقد صبرها فإن أحداً لا يستطيع الوقوف في وجهها”.
أما وزير الإعلام السوري محسن بلال فقد أشار، من جهته، إلى أن “سوريا جاهزة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى أساس الأرض مقابل السلام وبإشراف دولي وأممي وبمشاركة الولايات المتحدة، رغم موقفها المنحاز لإسرائيل”.
إلى ذلك (أ ف ب)، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس السوري والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بحثا في دمشق أمس “مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي العراق”. وأضافت انهما تطرقا الى “التصعيد الإسرائيلي ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني”.
وذكرت “سانا” أن الأسد شدد، خلال استقباله البرلمانيين العرب المشاركين في اجتماع الدورة العادية للبرلمان العربي الانتقالي الذي يفتتح في دمشق اليوم، على “أهمية البرلمان العربي الذي يؤسس لموقف عربي موحد”، معرباً عن “تفاؤله بأن يقوم هذا البرلمان بدور فعال في تعزيز التضامن العربي”.
وقال موسى، في تصريحات للصحافيين عقب لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، إن “المحادثات تناولت مختلف القضايا التي تهم العالم العربي بدءاً من النزاع العربي الإسرائيلي إلى لبنان والعراق والسودان والصومال والوضع العام في المنطقة، وهذا جزء من التشاور الذي نجريه دورياً”.
وقال موسى إن الوضع في المنطقة شديد الحساسية والهشاشة والخطورة، معتبراً أن المشكلات العراقية تشغل بال الجميع.
ولم يفصح موسى عما توصّل إليه على صعيد عقد قمة عربية استثنائية، واكتفى بالقول إنه “سيبدأ غداً اجتماعات في القاهرة مع الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الجامعة لبحث الوضع العام في المنطقة وتطوراته”.
وتسلّم الرئيس السوري أمس رسالة من الملك الأردني عبد الله الثاني تتعلق بالأوضاع في المنطقة، وتباحث مع رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي حول ما يجري في فلسطين والعراق.
وفي هذا السياق، تلقى الزعيم الليبي معمر القذافي أمس رسالة من الرئيس السوري تتعلق بآخر التطورات في المنطقة ووجهة النظر السورية لمعالجتها.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن الرسالة، التي سلمها وليد المعلم إلى القذافي، تناولت تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية في ضوء تصعيد إسرائيل لعدوانها وحصارها الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن رسالة الأسد تناولت كذلك الوضع في لبنان والموقف الخطير في العراق.