أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس عن قناعته بأن عملية السلام في الشرق الأوسط ستنطلق مجدداً عام 2007، مشيراً إلى استعداد سوريا للتفاوض على أساس قرارات الأمم المتحدة. وقال المعلم، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية النروجي يوناس غار ستور الذي زار دمشق أمس، إن على الإسرائيليين “أن يفهموا أن الحرب لا تعالج شيئاً، فإذا أرادوا شن حرب عام 2007 فنحن من جهتنا نؤمن بأن عملية السلام ستنطلق مجدداً عام 2007”.وكان الوزير السوري يشير إلى مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية جاء فيه أن قيادة أركان الجيش الإسرائيلي تستعد لاحتمال أن تشن سوريا وحزب الله حرباً على إسرائيل خلال صيف 2007. وقال إنه “يقدّر الأصوات التي تدعو داخل إسرائيل إلى معاودة مفاوضات السلام بين دمشق وتل أبيب”. وأضاف “ما دامت الحكومة الإسرائيلية تعتبر أنها ديموقراطية، فعليها سماع هذه الأصوات، وعندما تردّ عليها إيجاباً ستجد سوريا مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام”. وفي الشأن العراقي، لاحظ وزير الخارجية السوري أن الاتهامات الأميركية لدمشق «تعكس فشل الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار في العراق من خلال إلقاء اللوم على طرف ثالث خارج العراق».
بدوره، شدد وزير الخارجية النروجي على “ضرورة التفاوض والتوصل الى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل”. وقال إن ثمة العديد من الخطوات التي تتخذ في مجال عقد اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، مضيفاً أن “لسوريا تأثيراً ونفوذاً كبيراً في ذلك”. وتطرّق ستور الى الملف اللبناني، وقال إن بلاده تدعم القرار الدولي 1701 وتدين “كل انتهاكات هذا القرار”. وأضاف “هذا يشمل كل انتهاكات الحدود اللبنانية سواء كانت جوية أو بحرية أو برية، بما فيها تهريب السلاح والمعدات العسكرية”.
وقال دبلوماسي اطّلع على المحادثات بين ستور والرئيس السوري بشار الأسد إنها ركزت على العنف في الأراضي الفلسطينية والعراق وجهود ترتيب صفقة لتبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل.
من جهة ثانية، قال وزير الإعلام السوري محسن بلال إن بلاده مرتاحة لنتائج الزيارة التي قام بها إلى دمشق الأسبوع الماضي كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير للشؤون الخارجية نايجل شاينوولد، مشيراً إلى أن “صفحة جديدة فُتحت بين سوريا وبريطانيا”. وقال بلال، لوكالة “يونايتد برس انترناشيونال”، إن الأميركيين والبريطانيين “تصرفوا بحماقة ضد سوريا وكانوا يظنون أنهم بمحاولتهم عزلها أغلقوا خانة مزعجة في المنطقة، لأن سوريا عبّرت عن وجهة نظرها بكل شفافية وموضوعية، وحذّرتهم من أنهم إن قاموا بحرب على العراق فستكون نتائجها مدمرة وكارثية وستؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتشجيع الإرهاب في المنطقة”.
وأضاف بلال “عندما صدقت الرؤية السورية كان من الطبيعي أن يعود الأميركيون والبريطانيون إلى دمشق. وقد عاد إليهم صوابهم بعدما كانوا سارعوا من قبل، نتيجة تورطهم الكارثي في العراق وتعثر خططهم في لبنان، والذي كان يعدّ من الدول القليلة التي فيها أمان مئة في المئة بالتواجد السوري، ولم يكتفوا بإخراج الجيش السوري من لبنان، بل تعمدوا قطع أي علاقة سورية لبنانية وكأنهم جهلة لا يعرفون حقيقة أن العائلات السورية اللبنانية عائلة واحدة ويريدون أن يفصلوا بين العائلة الواحدة وعمق العلاقة السورية اللبنانية الشعبية”. وشدد وزير الإعلام السوري على أن دمشق “تدرس ما تمت مناقشته مع مستشار بلير لاستخلاص نتائج الحوار ووضع خطة لعودة المياه إلى مجاريها”. وأشار إلى أن مباحثات مستشار بلير “ستكون لها نتائج مرتبطة بنتائج الانتخابات البرلمانية في الولايات المتحدة وتطورات الأمور في العراق”.
(ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب ا)