strong>«غيوم الخريف» تخلف 63 شهيداً و300 جريح ودماراً واسعاً
غزة ــ رائد لافي

مع انقشاع “غيوم الخريف” أمس عن بيت حانون، بدت آثار “الزلزال” الإسرائيلي فيها، الذي خلّف أمس ثمانية شهداء وعشرات الجرحى، ليرفع عدد ضحايا الأيام الستة إلى 63 شهيداً وأكثر من 300 جريح، وسط استعدادات إسرائيلية لنقل العدوان من شمال القطاع إلى جنوبه.
وعلى رغم الانسحاب الإسرائيلي من بيت حانون، واصلت قوات الاحتلال عدوانها العسكري على شمال القطاع، فاغتالت ثمانية فلسطينيين، بينهم زوجة شقيق النائبة عن حركة “حماس” في المجلس التشريعي، جميلة الشنطي، أثناء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزل النائبة في مخيم جباليا للاجئين.
ووفقاً لمصادر طبية، استشهد ثلاثة فلسطينيين جراء القصف، هم نهلة الشنطي (42 سنة)، واثنان من مرافقي النائبة الشنطي، هما محمود أبو حبل (23 سنة) وعبد المجيد الغرباوي (25 سنة).
وسقط شهيدان آخران من “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الاسلامي”، بالقرب من المدرسة الاميركية في منطقة العطاطرة جنوبي غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وقالت “السرايا”، في بيان، إن الشهيدين هما حمدي البطش (23 سنة) ورائد القرم (24 سنة).
واستشهد الشاب نادر أبو العمرين (20 سنة) في المنطقة نفسها عندما أطلقت عليه قوات الاحتلال النار، فيما أُصيب ضابط الإسعاف نادر برهوم أثناء توجهه لنقل جثمان أبو العمرين الى المستشفى.
وقتلت قوات الاحتلال الشاب أسامة الهبيل (30 سنة) بالقرب من منطقة الواحة جنوبي غرب بلدة بيت لاهيا وجرحت ثلاثة آخرين. واستشهد فلسطيني، لم تعرف هويته، وجرح خمسة آخرين في منطقة السودانية في إطلاق نار من دبابات اسرائيلية.
وذكر مدير الاعلام في وزارة الصحة الفلسطينية، خالد راضي، أن 63 فلسطينياً، بينهم 11 طفلاً وأربع نساء، استشهدوا منذ بداية عدوان “غيوم الخريف”. واعتقلت القوات الإسرائيلية خلال الحملة ألفي فلسطيني واقتادتهم إلى معسكر اعتقال أقيم في جنوب فلسطين المحتلة للتحقيق، ونُقل قسم منهم إلى سجون إسرائيلية ومنشآت اعتقال تابعة لجهاز “الشاباك” للغرض نفسه.
وفيما واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع انطلاقاً من مناطق شمال القطاع في اتجاه الأهداف والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، ادعت مصادر جيش الاحتلال أن القوات الإسرائيلية أثبتت قدرتها خلال العملية على العمل ضد ما وصفته بـ“أوكار الإرهاب الرئيسة”. وادعت أن هذه العملية اتسمت بمستوى عال من الأداء وأسفرت عن تحقيق ما سمّته الإنجازات المهمة.
ومع الانسحاب من مناطق شمال قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال يعد العدة لعدوان مماثل في جنوب القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، “على الجيش الإسرائيلي أن يضع حدّاً لتهريب الأسلحة والمواد المتفجرة عبر الأنفاق في جنوب القطاع”.
وفي تعليق على ما أعلن من انسحاب القوات الإسرائيلية من بيت حانون، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن “الإسرائيليين يراوغون، فهم يخرجون من مكان ويدخلون في مكان”. وأضاف “تحدثنا مع الإدارة الأميركية والأوروبيين (وقلنا) إن هذا وضع لا يمكن أن يساعد على استتباب الأمن والاستقرار”.
وفي أول رد فعل بعد أسبوع من الحصار والعدوان، تملّكت الدهشة والذهول سكان بلدة بيت حانون، الذين هالهم ما تعرضت له البلدة من خراب. ولم يخل شارع أو زقاق في البلدة من مظاهر العبث الإسرائيلي، فاختلطت أسلاك الكهرباء والهاتف، مع المياه التي تدفقت من الأنابيب الأرضية، بعدما فجرتها قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية. وانشغل سكان في البلدة بتفقد منازلهم، التي حولها الجنود الإسرائيليون إلى «ثكنات عسكرية» لإطلاق النار في اتجاه كل من يتحرك في المنطقة.
وقضى محمود الزعانين (45 سنة) مع عائلته المكونة من 25 فرداً فترة الحصار في غرفة واحدة، تحت إرهاب فوهات بنادق جنود الاحتلال الذين فجّروا جدار المنزل المكوّن من أربع طبقات وأجزاء منه، قبل أن يحوّلوه إلى «ثكنة عسكرية».
وبحسب الزعانين، «كل شيء كان بإذن مسبق وتنسيق.. حتى الذهاب إلى المرحاض». وقال لـ«الأخبار»، «قضينا الأيام الثلاثة الأولى من الحصار من دون مياه أو غذاء أو حليب للأطفال».
وكانت مستشفى بيت حانون، وهي المستشفى الوحيدة في البلدة، مسرحاً آخر للإرهاب الذي مارسته قوات الاحتلال، عبر حصار مشدد فرضته على المستشفى على مدار أيام العملية العسكرية.
وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 34 ناشطاً فلسطينياً ينتمون إلى “حماس” و“فتح” و“الجهاد الاسلامي” و“الجبهة الشعبية”، بينهم ست نساء من “الجهاد الإسلامي” ادعى جيش الاحتلال أنهن كنّ ينقلن أموالاً. والمعتقلات هنّ: وضحا فقها (34 سنة)، عفة خليفة (21 سنة)، زكية غوانمة (40 سنة)، هبة حميدات (21 سنة)، فلسطين صبحة (21 سنة)، ورانية أبو خضير (26 سنة).