هدَّد «مؤتمر أهل العراق»، بالانسحاب من العملية السياسية «برمتها» احتجاجاً على العمليات المسلحة التي وقعت خلال اليومين الماضيين، والتي شهدها عدد من المناطق والمساجد السنية، أثناء فترة حظر التجول في مدينة بغداد، في وقت أعلن أمس عن مقتل جندي أميركي وجندي بريطاني.وحذر «المؤتمر»، الذي يتزعمه رئيس «جبهة التوافق» العراقية عدنان الدليمي، التي تملك 44 من مقاعد البرلمان، في بيان أمس، من احتمال نشوب حرب أهلية إذا استمرت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي باتباع «السياسات الطائفية»، متهماً إياها بـ«المسؤولية عن استمرار مسلسل قتل أهل السنة في العراق».
وأشار «مؤتمر أهل العراق»، وهو واحد من ثلاثة تنظيمات منضوية في «جبهة التوافق» المشاركة في الحكومة، إلى أن منطقة الأعظمية في بغداد ذات الأغلبية السنية «تعرضت على مدى أيام متتالية لعمليات قصف بـ(قذائف) الهاون راح ضحيتها العشرات من الأبرياء، فضلاً عن إحراق جامعين، والهجوم على مسجدينفي غضون ذلك، دافع المرجع آية الله الشيخ بشير النجفي، أحد مراجع النجف الأربعة، عن دعم المرجعية لكتلة «الائتلاف الموحد»، ولكنه انتقد الأداء الحكومي، مشيراً إلى أن «الآليات الحكومية لم تتمكن حتى الآن من تأسيس خطط متكاملة واضحة ومدروسة لإدارة السياسة الداخلية أو الخارجية، وتتخذ قرارات مستعجلة لإدارة أصعب الأمور وأهمها في البلد».
وقال النجفي، في بيان أمس، «نرى في بعض الأحيان أن القرارات يتصادم بعضها مع بعض، وقد يكون قسم منها ناشئاً لوجود المحتل ولتدخلاته السافرة والمفضوحة في مصادرة القرارات وسعيه لإبقاء البلد تضربه أمواج من الإرهاب واللااستقرار رغبة منه في إجبار الحكومة على تقديم التنازلات للجهات التي فقدت المناصب التي كانت تستخدم لنهب خيرات العراق من الحزب المنحل وغيرها ليبقى العراق خاضعاً لما يبغيه المحتل المستكبر».
ميدانياً، قتل أربعة اشخاص وأصيب 15 آخرون في هجمات وقعت في البصرة والفلوجة أمس، فيما عثر على 10جثث مجهولة الهوية في أماكن متفرقة في بغداد.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس، أن جندياً بريطانياً قتل في هجوم، لم تذكر تاريخه، شنه مسلحون على قاعدته في مدينة البصرة جنوب العراق.
كما أفاد الجيش الأميركي بأن أحد جنوده قتل، مساء اول من امس، في انفجار عبوة ناسفة شمالي غرب بغداد.
وأعلنت السلطات العراقية امس، مقتل عشرة «ارهابيين» جنوب بغداد والقبض على عشرات آخرين من المشتبه فيهم، في عمليات عسكرية خلال اليومين الأخيرين.
إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية العميد عبد الكريم خلف امس ان الوزارة وجهت اتهامات لعشرات من موظفيها بينهم ضباط من مستوى رفيع بانتهاك «حقوق الانسان وممارسة التعذيب» في حق المئات من المعتقلين.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)