غزة ــ الأخبار
أصيب الفلسطينيون بصدمة رهيبة بعد مجزرة بيت حانون، وسط تأكيدات على إسقاط التهدئة مع سلطات الاحتلال، وعودة العمليات الاستشهادية إلى عمق إسرائيل.
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجزرة، وطالب المجتمع الدولي والعربي بأن يضعا حداً للعربدة الإسرائيلية، وبالتحرك من أجل وقف الأعمال الوحشية والمجازر “الحقيرة” التي تمارسها إسرائيل.
كذلك، رأى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن “الصمت والتواني وعدم التحرك العربي تشجيع للاحتلال للاستمرار في جرائمه، وللاستفراد بالشعب الفلسطيني”.
واستهجن هنية الموقف العربي، الذي قال إنه “لا يمكن استيعابه، فهناك عملية قتل مبرمجة”.
وطالب هنية مجلس الأمن بالانعقاد الفوري لمتابعة ما يجري في الأراضي الفلسطينية. وخاطب العرب قائلاً “لا تتركوا هذا الشعب وحيداً، لن ننكسر ولن نخضع، ولكن لنا حق على أبناء أمتنا وكل الأحرار في العالم، في الوقوف في وجه قرار أخذ على أعلى المستويات في إسرائيل في ارتكاب هذه الجرائم”.
وأعلن هنية الحداد العام وتعليق المشاورات في شأن حكومة الوحدة الوطنية لمدة ثلاثة أيام. وقال “بالنسبة لي شخصياً وللوزراء في حكومتي، فإن قطرة دم من طفل فلسطيني أغلى من الكرسي”.
ووصف المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، غازي حمد، إسرائيل بأنها “تحوّلت إلى عصابة من المجرمين والقتلة الذين يمارسون القتل والتدمير من دون حسيب أو رقيب”، مطالباً بطردها من الأمم المتحدة. ووصف إسرائيل بـ“الدولة المارقة التي يجب إزالتها من الوجود”.
ودعا الدكتور نزار ريان، أحد أبرز قادة حركة “حماس” في غزة، إلى فتح باب الاستشهاد وخطف المزيد من جنود الاحتلال عقاباً لإسرائيل على جرائمها المتتالية في الأراضي الفلسطينية. وصبّ ريان جام غضبه على الدعم الأميركي لدولة الاحتلال وتبرير جرائمها كدفاع عن النفس، واصفاً أميركا بـ“العدو الغاصب والمحتل”.
وقالت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها “أعطت الضوء الأخضر لكافة خلاياها في القطاع والضفة الغربية، بالتحرك لتنفيذ العمليات العسكرية والاستشهادية ضد كافة المواقع والأهداف الإسرائيلية”.
ومن دمشق، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل أن “إدانة الحركة للمجزرة ستكون بالفعل لا بالقول فقط”.
وحمّل مشعل، في مؤتمر صحافي، إسرائيل والإدارة الأميركية “المسؤولية عن هذه المجزرة البشعة”. وشدد على أن “المقاومة هي الرد الحقيقي والأكثر تأثيراً”.
وطالب مشعل بـ“تشكيل محكمة جرائم حرب دولية يقدم إليها قادة العدو كمجرمي حرب”. ودعا العرب لأن “يكونوا على مستوى الحدث”، مشيراً الى أن “الواقع الفلسطيني في ظل الحصار لا يحتاج فقط إلى فعل الفلسطينيين بل الى الإسناد العربي وعلى رأسه السلاح قبل المال”.
وأضاف مشعل “أطمئن الجميع إلى أن الشعب الفلسطيني سيظل موحداً، هذه المجازر لن تزيدنا إلا توحداً، سنظل صفاً واحداً في وجه العدوان، والخلافات السياسية سنعالجها لأن معركتنا الوحيدة مع الاحتلال”. وشدد على أن «التهدئة مع إسرائيل انتهت ولا وجود لها».
ورفض مشعل، في سياق رده على سؤال، ربط ما يحدث على الساحة الفلسطينية بالمحكمة الدولية المنتظرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقال “هذا خلط أوراق، وأنا لا أربط قضية بقضية”، مضيفاً “هذا موضوع معقد ولا نتدخل به”.
وفي دمشق أيضاً، قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة، أحمد جبريل، إن “المجزرة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل تدل دلالة واضحة على أن العدو الصهيوني هو عدو للسلام وللإنسانية، ويتصرف كما كان يتصرف الزعيم النازي هتلر في الأربعينيات”.
ومن تونس، دعا رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي، الأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي إلى وضع الأراضي الفلسطينية تحت “الحماية الدولية”. كما دعا الدول العربية الى “مقاطعة اسرائيل وقطع العلاقات الدبلوماسية معها”.