في الذكرى الثانية لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار)، ومع تصاعد الهجمات العسكرية الاسرائيلية على المناطق الفلسطينية، يفتقد الفلسطينيون بشدة قائدهم التاريخي الذي كان قادراً بحسه “التكتيكي” على استيعاب التناقضات وتجنّب الوصول إلى الحائط المسدود، مهما قست الظروف.وقال النائب السابق المستقل في المجلس التشريعي، عبد الجواد صالح، الذي كان من أكثر المنتقدين لأسلوب عرفات في الحكم، “بتقديري، لو كان عرفات موجوداً، لما كانت حدثت هذه الأزمة التي نعيشها اليوم”. وأضاف “تكتيكياً، كان عرفات من أقدر الناس على مواجهة الأزمات وترتيبها في الشكل المناسب”.
وقال صالح إنه كان دائم الانتقاد لعرفات “بسبب تفرّده بالقرار الفلسطيني، وتمسّكه بتأليف نظام سياسي على مقاسه الخاص، ليمارس صلاحياته كما يشاء”. وأضاف “غاب عرفات وبقي النظام السياسي كما هو، ولا يوجد من هو قادر على ملء المقاس الذي فصّله عرفات لنفسه”.
ويحيي الفلسطينيون في الحادي عشر من تشرين الثاني الذكرى الثانية لوفاة عرفات إثر مرض غامض ألمّ به بعد نحو ثلاثة أعوام على محاصرته في مكتبه في المقاطعة في رام الله.
وعلى رغم الخلافات التي كانت قائمة بين “حماس” والزعيم الفلسطيني الراحل، لم يحل هذا دون إشادة أحد نواب الحركة في المجلس التشريعي بميزاته القيادية. وقال أيمن دراغمة “نعم، لو كان أبو عمار موجوداً لكان في إمكانه الخروج من الأزمة الراهنة، وذلك بسبب ما تمتع به من مميزات قيادية متميزة”.
وواجه عرفات حركة “حماس” في عام 1997، فوضع مؤسسها الشيخ أحمد ياسين في الإقامة الجبرية ووضع الرجل الثاني في الحركة عبد العزيز الرنتيسي رهن الاعتقال، فيما حافظ المجتمع الفلسطيني على استقراره.
أما كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي عمل لسنوات طويلة الى جانب عرفات ولا يزال يقوم بالعمل نفسه مع الرئيس الحالي محمود عباس، فقال “أنا لا أقول ذكرى عرفات وإنما فكرة عرفات، والفكرة لا تزال قائمة وإن رحل عرفات”. وأضاف “رحل عرفات والاحتلال لم يرحل والاستيطان لم يرحل والجدار لم يرحل، رحل عرفات وحلمه لم يتحقق في تحرير مدينة القدس، بالتالي وفاؤنا لعرفات يجب ان يكون من خلال الاهتمام بفكرته وتحقيقها”.
وقال وزير المال الفلسطيني الأسبق، النائب سلام فياض، “تعرضنا للكثير من الأزمات المالية في عهد الرئيس الراحل، لكن عرفات كان دائماً يخرج من هذه الأزمات”.
وأضاف فياض، عبر الهاتف مع “فرانس برس”، وهو يقف على حاجز عسكري اسرائيلي، “من وحي التجربة التي أعيشها الآن على الحاجز العسكري الاسرائيلي، لم يتحقق المشروع الذي قضى عرفات من أجله والاحتلال لا يزال قائماً”.
(أ ف ب)