غزة ــ رائد لافي
أول اتصال بين عباس ومشعل منذ أشهر

على وقع المجزرة الإسرائيلية الأخيرة في بيت حانون، اجتاز الفلسطينيون خطوة إضافية إلى الأمام على طريق تأليف حكومة الوحدة الوطنية، أملاً في أن تمثّل لهم “سفينة النجاة”، وتنتشلهم من وحل العدوان والخلافات الداخلية على حد سواء.
وقال المتحدث باسم حركة “حماس” في غزة فوزي برهوم، لـ“الأخبار”: إن الساعات القليلة المقبلة ستشهد جهداً مكثفاً من الأطراف كلها، لإنجاز حكومة الوحدة. وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة إسماعيل هنية ناقشا خلال لقائهما نقطتين أساسيتين، هما كيفية حشد الدعم العربي والدولي لفك الحصار الخانق عن الشعب الفلسطيني ودعم صموده، واتفقا على تكثيف المباحثات في مطلع الأسبوع المقبل، بناء على “الشوط الكبير الذي تم قطعه على طريق تأليف حكومة الوحدة”.
ووضع عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل المقيم في دمشق حداً لخلافاتهما، وناقشا، في مكالمة هاتفية هي الأولى منذ شهور، قضيتي تأليف حكومة الوحدة والتصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع.
ووصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الأجواء بين الرجلين بأنها “كانت بناءة ومثمرة وتعكس الروح الإيجابية في محاولة التوصل إلى حكومة الوحدة”.
وقال رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي، الذي بادر إلى إجراء المكالمة الهاتفية بين عباس ومشعل، إن “قضية تأليف حكومة الوحدة الوطنية وصلت إلى نقطة غير مسبوقة”. وأشار البرغوثي إلى أن المكالمة بين الرجلين فتحت الطريق “أمام جميع المسارات المعلّقة”.
وذكرت مصادر فلسطينية مقرّبة من أجواء الحوار، لـ“الأخبار”، أن النقاش يتركز حالياً على ثلاث نقاط أساسية هي: آليات تأليف الحكومة، والشخصية التي سترأسها، ومدى قدرة برنامجها على كسر الحصار الدولي.
ورفض برهوم الكشف عن موقف عباس النهائي من المرشح الذي تقدمت به “حماس” لرئاسة الحكومة.
وكانت مصادر مقربة من عباس قد كشفت قبل أيام عن رفضه ترشيح الحركة وزير الصحة الحالي باسم نعيم، ليتبوأ منصب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة.
وقال قيادي محلي في حركة “حماس” رفض الكشف عن اسمه، لـ“الأخبار”: إن الحركة تصرّ على ترشيح الوزير نعيم لرئاسة الوزراء خلفاً لهنية، لما يتمتع به من قدرات قيادية وقدرة على حسم الأمور.
وتوقع القيادي أن يكون ما أشيع عن رفض عباس ترشيح نعيم نابعاً من ضغوط “فتحاوية” في ضوء الانتقادات الحادة التي تعرض لها خلال الأشهر الماضية من “فتح”، التي اتهمته بانتهاج سياسة “الإقصاء الوظيفي” داخل وزارة الصحة.
إلى ذلك، رأى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، المعتقل في السجون الاسرائيلية، أن الرد على مجزرة بيت حانون هو “تأليف حكومة وحدة وطنية وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
وشدد سعدات على أن استمرار المقاومة أمر ضروري، مع إجماع وطني وحكومة وحدة وطنية تستند إلى وثيقة الوفاق الوطني، مشيراً إلى أن المجازر والاعتداءات الاسرائيلية تشتد وتزداد كلما اقترب الفلسطينيون من إنجاز وحدتهم ورصّ صفوفهم.
وفي شأن أزمة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وصفقة تبادل الأسرى مع الدولة العبرية، قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد، إن مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان سيزور الأراضي الفلسطينية للبحث في كيفية إنهاء الأزمة، من دون أن يحدد موعداً للزيارة.