strong>انتهت الانتخابات الأميركية وبدأ كابوس الرئيس الأميركي جورج بوش. إلا أن الغالبية الديموقراطية المنتخبة ستتسلم مهماتها في كانون الثاني المقبل. أي بعد نحو شهرين. ويبدو أن بوش سيحاول، خلال هذه الفترة، استنفاد مشاريعه ومشاريع قوانينه داخل الكونغرس، وذلك قبل شلّ يده في كانون الثاني، ليبدأ بجني ما اقترفت يداهاستكمل الديموقراطيون في الولايات المتحدة الجولة الأولى من حربهم ضد الجمهوريين، بعد أن حصدوا الغالبية في مجلس الشيوخ، ليحكموا السيطرة على الكونغرس، وينتقلوا بالتالي، الى الجولة الثانية، التي سيكون مسرحها أروقة التشريع الأميركي ومفاتيح القرار في لجان الكونغرس، التي يتوقع أن تكون أكثر ضراوة من جولة الحملة الانتخابية.
ومع فوز الديموقراطي جيم ويب أمس بمقعد مجلس الشيوخ في ولاية فيرجينيا، الذي شكل محور منافسة حادة جداً، أصبح الديموقراطيون يملكون 51 مقعداً في هذا المجلس في مقابل 49 للجمهوريين، رغم أن النتائج الرسمية لن تظهر قبل 20 يوماً تقريباً.
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن ويب تقدم بـ7200 صوت من أصل 2.3 مليون صوت، على خصمه السيناتور الجمهوري جورج ألن، الأمر الذي كان سيؤدي الى إعادة فرز الأصوات الخاصة بهذا المقعد، قبل أن يسلّم ألن بهزيمته في فرجينيا، علماً بأن الخبراء كانوا قد أكدوا أن فوز الديموقراطيين حتى بهذا الفارق الضئيل، لا يمكن الطعن فيه.
وفاز الديموقراطيون بـ231 مقعداً في مجلس النواب في مقابل 203 للجمهوريين، (إضافة الى نائب مستقل موال للديموقراطيين)، علماً بأن الديموقراطيين لم يخسروا اياً من مقاعدهم السابقة في مجلس النواب، فيما انتزعوا 29 مقعداً من الجمهوريين (في المجلس السابق، كانت النسبة 202 في مقابل 232).
وكان الجمهوريون يشكلون الأكثرية في مجلس النواب منذ 1994، ويسيطرون أيضاً على مجلس الشيوخ منذ 12 عاماً باستثناء فترة قصيرة.
كما فاز الديموقراطيون بـ 28 من مقاعد حاكم الولايات الخمسين، وبالأكثرية في معظم المجالس المحلية.
وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، هاري ريد، بعد الإعلان عن فوز حزبه في المجلسين، إن «الأميركيين قالوا بوضوح، ومن دون تردد، إن الديموقراطيين سيقودون البلاد في طريق أفضل». وأضاف «سواء في العراق أو في الولايات المتحدة، تعب الأميركيون من الإخفاقات التي سجلت منذ بداية الولاية الرئاسية (للرئيس الأميركي جورج بوش)».
ووسط إحساس بالعجز بعد انهيار غالبيته الجمهورية في الكونغرس، واجه بوش أمس مهمة صعبة للتخلي عن نعرته الحزبية ومد يده للديموقراطيين.
وحاول الرئيس الأميركي الالتفاف على جدول الأعمال، الذي قال الديموقراطيون إنهم سيقدمونه في المئة ساعة الأولى من الدورة الـ110 لمجلس النواب، حيث وضع قبل لقائه في البيت الأبيض مع رئيسة المجلس الجديد نانسي بيلوسي ونائبها (في المجلس الحالي) ستيني هوير، جدول أعمال لقضايا قال إنها تواجه الولايات المتحدة في الوقت الراهن.
ومن بين القضايا، التي قال إنه يجب الانتهاء منها قبل انتهاء الدورة التشريعية للمجلس الحالي، ركز بوش على حربه على الإرهاب، معتبراً أن «إكمال قانون الإنفاق الفدرالي» يجب ألا يقلل من قدرة الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب»، فيما رأى أن العراق «جبهة مهمة في الحرب على الإرهاب».
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن «هناك أولوية مهمة لتعزيز الحرب على الإرهاب، فعلى الكونغرس أن يصادق على قانون التنصت على الإرهاب». وأضاف «نحتاج أيضاً إلى إقرار التشريع الخاص بالطاقة».
وقال بوش إن «الشعب الأميركي يتوقع منا التعالي على الانقسامات الحزبية، وستقوم إدارتي بدورها في هذا المجال»، مشيراً إلى أنه أصدر تعليماته إلى كافة وزرائه لتقديم كافة المعلومات للكونغرس الجديد لمساعدة أعضائه.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)



بولتون


أحال بوش على مجلس الشيوخ أمس طلباً لتمديد تعيين مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون، وذلك رغم انتقاد أدائه وصعوبة تأكيد المجلس لهذا التمديد.
ومن الواضح أن بوش ينوي الحصول على هذا التأكيد من مجلس الشيوخ في ظل الغالبية الجمهورية وقبل أن تتسلم الغالبية الديموقراطية المنتخبة مهماتها في كانون الثاني.