تباينت ردود الفعل العالمية على نتائج انتخابات الكونغرس الأميركية النصفية وتداعياتها، فيما رحبت الصحف الأميركية الصادرة أمس برحيل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي سيخلفه في منصبه المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية بوب غيتس.ولخّصت صحيفة “لوس انجليس تايمز” آراء العديد من الصحف الأميركية بالقول “لقد قبل بوش أخيراً استقالة رامسفيلد، وأمر جيد أنه قبل بها متأخراً على ألّا يقبلها أبدا”.
ورحبت صحيفة “نيويورك تايمز” برحيل رامسفيلد، لكنها طرحت سؤالاً عن قدرة الرئيس على تطبيق سياسة جديدة في العراق.
في غضون ذلك، رأى محللون ووسائل إعلامية أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خرجت معززة المكانة من هزيمة الجمهوريين الانتخابية التي أطاحت بخصمها القديم دونالد رامسفيلد.
وترى مجلة «رولينغ ستون» التقدمية أن اختيار بوب غيتس لخلافة رامسفيلد، وهو من الذين يحظون بثقة رايس، «يبدو كأنه ضربة معلم لوزيرة الخارجية» مؤكدة في الوقت نفسه أنها «ضربة قاسية لنائب الرئيس ديك تشيني والمحافظين الجدد».
وفي بروكسل، رحب وزير الدفاع البلجيكي اندريه فلاهو باستقالة نظيره الأميركي “العنيد” الذي لا يستمع كثيراً الى نظرائه آملا أن يتّبع خليفته سياسة أكثر تشجيعاً لـ“التعددية”.
وفي موسكو، قال رئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف إن فوز الديموقراطيين سيتمخض عن تغييرات في سياسة الولايات المتحدة حتى في ظل الرئيس الحالي.
ورأى مسؤول في وزارة الدفاع الروسية أن استقالة رامسفيلد لن تؤثر على التعاون العسكري بين روسيا والولايات المتحدة.
بدورها، حذرت الصحف الروسية من تشدد السياسة الأميركية تجاه روسيا بعد فوز الديموقراطيين في الانتخابات الأميركية، ما قد يعوّق انضمام موسكو الى منظمة التجارة العالمية. وعنونت صحيفة الأعمال “كوميرسانت” أن فوز الديموقراطيين “سيجعل سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا أكثر تشدداً”.
وفي إيران، أكدت معظم الصحف أن الأميركيين قالوا “لا للحرب” من خلال التصويت للديموقراطيين في انتخابات منتصف الولاية. وعنونت صحيفة “همبستاغي” الإصلاحية في صفحتها الأولى أن “الأميركيين قالوا لا للحرب”، معتبرة أنه “من المؤكد مع هذا الوضع الجديد، أن الديموقراطيين سيكسبون الانتخابات الرئاسية في 2008”.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رئيس لجنة الامن الوطني والشؤون الخارجية علاء الدين بوروجيردي قوله إن “السجل غير الناجح للرئيس الأميركي والجمهوريين في أفغانستان والعراق سيؤدي إلى تغييرات واسعة النطاق في السياسات الأميركية في هذه المنطقة”.
وفي كندا، أعرب قادة للمعارضة الكندية عن أملهم أن تؤدي هزيمة الجمهوريين الأميركيين الى تغييرات في السياسة الخارجية الكندية “المنسوخة” عن سياسة واشنطن.
ودعا زعيم المعارضة الليبرالية بيل غراهام، الكنديين الى استخلاص العبر “على صعيد السياسة الخارجية والى اعتماد سياسات لا تتعرض للانتقاد للأسباب نفسها”.
(اف ب، رويترز، اب،
يو بي آي، د ب ا)