strong>طوى الشعب الأميركي صفحة إدارته الجمهورية، فبدأت الأخيرة، فعلياً، التحضير لتغييرات في استراتيجيتها بشأن العراق. إلا أن الصفحة الجديدة حملت في أولها تهديداً عالي الوتيرة من «القاعدة» في العراق، يستهدف الإدارة الأميركية حتى البيت الأبيض، لكنه أيضاً يضعها في موقع الضحية المستهدفة من «الإرهاب»أعلن رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال بيتر بيس أمس، أن القادة العسكريين الأميركيين «يعدون للتوصية بإدخال تغييرات على الاستراتيجيا في العراق»، مشيراً الى أن استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد لن يكون لها تأثير مباشر عليها.
وقال بيس، لتلفزيون «سي. بي. إس» الأميركي، «يجب أن نتيح لأنفسنا مراجعة صادقة وجيدة في شأن ما يجدي وما لا يجدي، وما هي العوائق أمام إحراز تقدم، وما الذي ينبغي أن نغيره في شأن الطريقة التي نعمل بها من أجل التأكد من أننا نصل إلى الهدف الذي حدّدناه لأنفسنا».
ورأى الجنرال الأميركي، في إشارة الى استقالة رامسفيلد وترشيح مدير الاستخبارات المركزية السابق (الـ«سي أي ايه») روبرت غيتس خلفاً له، أن «التغيير في القيادة في حد ذاته لن يكون له تأثير مباشر على ما نفعله أو لا نفعله في العراق. نراجع باستمرار ما يحدث سواء أكان على ما يرام أم على غير ما يرام وما هو بحاجة إلى التغيير». أضاف إنه بترشيح غيتس لخلافة رامسفيلد، فإن وزارة الدفاع ستنتقل من «يد شديدة القوة إلى يد شديدة القوة».
في غضون ذلك، قال رامسفيلد أمس، إن مغادرته وزارة الدفاع «يجب ألّا تعني نهاية الحرب على الإرهاب». وأضاف، في كلمة ألقاها في جامعة كنساس، «سيحكم التاريخ على ما إذا كنا قد بذلنا كل ما نستطيعه لإلحاق الهزيمة بالعدو المتطرف الشرس الذي يهدد مجتمعنا وحريتنا وطريقة حياتنا، أم إننا تركنا للأجيال المقبلة محاولة قتال عدو تعزّز نتيجة ضعفنا وتشجّع نتيجة افتقارنا إلى التصميم».
من ناحية أخرى، أعلن زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» أبو حمزة أمس، أنه وضع 12 ألف مقاتل مسلح تحت تصرف «دولة العراق الإسلامية» التي أعلنت في 15 تشرين الأول الماضي، وأن عشرة آلاف آخرين هم في انتظار تزويدهم بالسلاح لمحاربة القوات الأميركية في العراق.
وقال المهاجر، في شريط مسجل بث على موقع إلكتروني، «أقول للبطة العرجاء (الإدارة الأميركية): لا تتعجلي الفرار كما تعجّل وزير دفاعك. اصبري في أرض النزال». أضاف «إننا اليوم نعلن انتهاء مرحلة من مراحل الجهاد وبدء مرحلة جديدة (..) لن نستريح من جهادنا إلا تحت أشجار الزيتون في روما بعد أن ننسف البيت الأنجس المسمى بالبيت الأبيض». وتابع «ها هو الشعب الأميركي وضع قدمه على أول الطريق الصحيح لخلاصه من مأزقه وبدأ يدرك خيانة وعمالة رئيسه وزمرته لإسرائيل فصوّت لصالح شيء من العقل في الانتخابات الأخيرة».
ميدانياً، قتل عشرة أشخاص في هجمات متفرقة أمس، بينهم عقيد في الجيش العراقي وخمسة من مرافقيه، والذين قضوا في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في تلعفر، فيما عثر على أربع جثث في أنحاء مختلفة.
وأعلن الجيش الاميركي أمس مقتل خمسة من جنوده وإصابة سادس، في أربعة حوادث منفصلة في بغداد والفلوجة والأنبار امس وأول من أمس، ليرتفع بذلك الى 23، عدد الجنود الذين قتلوا منذ مطلع الشهر الجاري.
وقال مصدر أمني عراقي إن 10 مسلحين قتلوا، أول من أمس، إثر اشتباكات عنيفة جرت مع قوات مشتركة عراقية ـــ أميركية في قرية السيافية جنوبي بغداد.
على صعيد آخر، دعت كتلتان تنتميان الى «جبهة التوافق» العراقية أعضاء «الجبهة» وجميع الكتل البرلمانية إلى الانسحاب من العملية السياسية.
وذكر بيان صادر عن «مجلس الحوار الوطني» وكتلة «المستقلين»، وهما من مكوّنات جبهة «التوافق» (44 عضواً من أصل 275) أن «سبب الانسحاب من العملية السياسية هو سياسة الإقصاء المتعمد والكيل بمكيالين، مشيراً الى أن «الحرب الأهلية قائمة فعلاً ولا يعلن عنها لأسباب سياسية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، أ ب)



السيستاني وإعدام صدام
أعرب الوكيل الشرعي للمرجع آية الله علي السيستاني الشيخ احمد الصافي أمس، عن أمله في إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بين ضريحي الإمامين الحسين والعباس في كربلاء.